أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِيعني تعالى ذكره بقوله أرأيت الذي يكذب بالدين أرأيت يا محمد الذي كذب بثواب الله وعقابه ، فلا يطيعه في أمره ونهيه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال :ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله أرأيت الذي يكذب بالدين قال : الذي يكذب بحكم الله عز وجل .
حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال :ثنا ورقاء عن ابن أبي جريج يكذب بالدين قال : بالحساب . وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله . ( أرأيت الذي يكذب الدين ) فالباء في قراءته صلة ، دخولها في الكلام وخروجها واحد
فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَوقوله : فذلك الذي يدع اليتيم يقول : فهذا الذي يكذب بالدين ، هو الذي يدفع اليتيم عن حقه ، ويظلمه ، يقال منه : دععت فلاناً عن حقه ، فأنا أدعه دعاً .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال :ثني عمي : قال : نثي أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس فذلك الذي يدع اليتيم قال : يدفع حق اليتيم .
حدثني محمد بن عمرو ، قال :ثنا أبو عاصم ، قال :ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله يدع اليتيم قال : يدفع اليتيم فلا يطعمه .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال :ثنا سعيد ، عن قتادة فذلك الذي يدع اليتيم : أي يقهره ويظلمه .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة يدع اليتيم قال : يقهره ويظلمه .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله يدع اليتيم قال : يقهره .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن سفيان في قوله يدع اليتيم قال : يدفعه .
وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِوقوله : ولا يحض على طعام المسكين يقول تعالى ذكره : ولا يحث غيره على إطعام المحتاج من الطعام .
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ...الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَوقوله : فويل للمصلين .
وقوله : الذين هم عن صلاتهم ساهون يقول تعالى ذكره : فالوادي الذي يسيل من حدثد أهل جهنم للمنافقين الذين يصلون ، لا يريدون الله عز وجل بصلاتهم ، وهم في صلاتهم ساهون إذا صلوها .
واختلف أهل التأويل في معنى قوله ( عن صلاتهم ساهون ) فقال بعضهم : عني بذلك أنهم يؤخرونها عن وقتها ، فلا يصلونها إلا بعد خروج وقتها .
ذكر من قال ذلك :
حدثني ابن المثنى ، قال :ثنا سكن بن نافع الباهلي ، قال : ثنا شعبة ، عن خلف بن حوشب ، عن طلحة بن مصرف ، عن مصعب بن سعد ، قال : قلت لأبي ، أرأيت قول الله عز وجل الذين هم عن صلاتهم ساهون : أهي تركها ؟ قال : لا ، ولكن تأخيرها عن وقتها .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن عطية ، عن هشام الدستوائي ، قال : ثنا عاصم بن بهدلة ، عن مصعب بن سعد ، قال : قلت لسعد : الذين هم عن صلاتهم ساهون : أهو ما يحدث به أحدنا نفسه في صلاته ؟ قال : لا ، ولكن السهو أن يؤخرها عن وقتها .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن مصعب بن سعد الذين هم عن صلاتهم ساهون قال : اللسهو : الترك عن الوقت .
حدثنا عمرو بن علي ، قال : ثنا عمران بن تمام البناني ، قال : ثنا أبو حمزة الضمعي نصر بن عمران ، عن ابن عباس ، في قوله الذين هم عن صلاتهم ساهون قال : الذين يؤخرونها عن وقتها .
وحدثنا ابن حميد ، قال :ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن ابن أبزى : فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون قال : الذين يؤخرون الصلاة المكتوبة ، حتى تخرج من الوقت أو عن وقتها .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق الذين هم عن صلاتهم ساهون قال : الترك لوقتها .
حدثني أبو السائب ، قال : ثني أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، في قوله الذين هم عن صلاتهم ساهون قال : تضييع ميقاتها .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى عن صلاتهم ساهون قال : ترك المكتوبة لوقتها .
حدثنا ابن البرقي ، قال : ثنا ابن أبي مريم ، قال :ثنا يحيى بن أيوب ، قال : أخبرني أبن زحر ، عن الأعمش ، عن مسلم بن صبيح عن صلاتهم ساهون الذين يضيعونها عن وقتها .
وقال آخرون : بل عني بذلك أنهم يتركونها فلا يصلونها .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون فهم المنافقون كانوا يراءون الناس ببصلاتهم إذا حضروا ، ويتركونها إذا غابروا ، ويمنعونهم العارية بغضاً لهم ، وهو الماعون .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس الذين هم عن صلاتهم ساهون قال : هم المنافقون يتركون الصلاة في السر ، ويصلون في العلانية .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد عن صلاتهم ساهون قال : الترك لها .
وقال آخرون : بل عني بذلك أنهم يتهاونون بها ، ويتغافلون عنها ويلهون .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله عن صلاتهم ساهون قال لاهون .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال :ثنا سعيد ، عن قتادة الذين هم عن صلاتهم ساهون : غافلون .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة عن صلاتهم ساهون قال : ساه عنها ، لا يبالي صلى أم لم يصل .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال : ابن زيد ، في قوله الذين هم عن صلاتهم ساهون يصلون ، وليست الصلاة من شأنهم .
حدثني أبو السائب ، قال :ثنا ابن فضيل ، عن ليث ، عن مجاهد ، في قوله الذين هم عن صلاتهم ساهون قال : يتهاونون .
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب بقوله ساهون : لا هون يتغافلون عنها ، وفي اللهو عنها والتشاغل بغيرها ، تضييعها أحياناً ، وتضييع وقتها أخرى ، وإذا كان ذلك كذلك صح بذلك قول من قال : عني بذلك ترك وقتها ، وقول من قال : عني به تركها ، لما ذكرت من أن في السهو عنها المعاني التي ذكرت .
وقد روي عن رسول الله بذلك خبران يؤيدان صحة ا قلنا في ذلك ، أحدهما ما :
حدثني به زكريا بن أبان المصري ، قال :ثنا عرو بن طارق ، قال : ثنا عكرمة بن إبراهيم قال : ثنا عبد الملك بن عمير ، عن مصعب بن سعد ، ، عن سعيد بن أبي وقاص ، قال : سالت النبي صلى الله عليه وسلم ، عن الذين هم عن صلاتهم ساهون قال : هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها .
والآخر منهما ما :
حدثني به أبو كريب ، قال :ثنا معاوية بن هشام ، عن شيبان النحوي ، عن جابر الجعفي قال : ثني رجل ، عن أبي برزة الأسلمي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انزلت هذه الأية : الذين هم عن صلاتهم ساهون : الله أكبر هذه خير لكم من أن لو أعطي كل رجل منكم مثل جميع الدنيا ،هو الذي إن صلى لم يرج خير صلاته ، وإن تركها لم يخف ربه .
حدثني أبو عبد الرحيم البرقي ، قال : ثني عمرو بن أبي سلمة ، قال : سمعت عمر بن سليمان يحدث عن عطاء بن دينار ، أنه قال : الحمد لله الذي قال : الذين هم عن صلاتهم ساهون .
وكلا المعنيين الذين ذكرت في الخبرين اللذين روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم محتمل عن معنى السهو عن الصلاة .
الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَوقوله : الذين هم يراؤون يقول : الذين هم يراءون الناس بصلاتهم إذا صلوا ، لأنهم لا يصلون رغبة في ثواب ، ولا رهبة من عقاب ، وإنما يصلونها ليراهم المؤمنون فيظنونهم منهم ، فيكون عن سفك دمائهم ، وسبي ذراريهم ، وهم المنافقون الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يستبطنون الكفر ويظهرون الإسلام ، كذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو عامر ، و مؤمل ن قالا : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد الذين هم عن صلاتهم ساهون قال : هم المنافقون .
حدثنا أبو كريب ، قال :نثا وكيع ، عن سفيان ، عن ابنأبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثني يونس ، قال :ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله يراؤون * ويمنعون الماعون قال : يراءون بصلاتهم .
حدثت عن الحسن ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال :سمعت الضحاك يقول في قوله الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراؤون يعني المنافقين .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قال : هم المنافقون كانوا يراءون الناس بصلاتهم إذا حضروا ، ويرتكونها إذا غابوا .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال :ثني ابن زيد : ويصلون ، وليس الصلاة من شأنهم ، رياء .
وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَوقوله : ويمنعون الماعون يقول : ويمنعون الناس منافع ما عندهم . وأصل الماعون من كل شيء منفعته ، يقال للمامء الذي ينزل من السحاب : ماعون ، ومنه قول أعشى بن ثعلبة :
بأجود منه بماعونه إذا ما سماؤهم لم تغم
وقال آخر يصف سحاباً :
يمج صبيره الماعون صباً .
وقال عبيد الراعي :
قوم على الإسلام لما يمنعوا ماعونهم ويضيعوا التهليلا
يعني بالماعون : الطاعة والزكاة .
واختلف أهل التأويل في الذي عني به من معاني الماعون في هذا الموضع ، فقال بعضهم : عني به الزكاة المفروضة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال :ثنا ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : علي رضي الله عنه في قوله ويمنعون الماعون قال : الزكاة .
حدثني ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال :ثنا شعبة ، عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد قال : قال علي رضي الله عنه : الماعون : الزكاة .
حدثنا ابن بشار قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا سفيان وحدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان عن السدي ، عن أبي صالح ، عن علي رضي الله عنه قال : الماعون : الزكاة .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن علي رضي الله عنه ويمنعون الماعون قال : يمنعون زكاة أموالهم .
حدثني محمد بن عمارة و أحمد بن هشام قالا : ثنا عبيد بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل عن السدي ، عن أبي صالح ، عن علي رضي الله عنه ويمنعون الماعون قال : الزكاة .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال :ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ،في قوله الماعون قال : الزكاة
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن علي مثله .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال :ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، أن علياً رضي الله عنه كان يقول الماعون الصدقة المفروضة .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال :ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ويمنعون الماعون أن علياً رضي الله عنه قال : هي الزكاة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن رجل ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : الماعون : الزكاة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ،عن سفيان عن سلمة بن كهيل ، عن أبي المغيرة ، قال : سأل رجل ابن عمر عن الطاعون ، قال :هو المال الذي لا يؤدى حقه ، قال : قلت : إن ابن عبد الأعلى يقول : هو المتاع الذي يتعاطاه الناس بينهم ، قال : هو ما أقول لك .
حدثنا ابن المثنى ، قال :ثنا وهب بن جرير ، قال : ثنا شعبة ، عن سلمة ، قال : سمعت أبا المغيرة ، قال :سألت ابن عمر عن الماعون ، فقال : هو منع الحق .
حدثنا عبد الحميد بن بيان ، قال : أخبرنا محمد بن يزيد ، عن إسماعيل ، عن سلمة بن كهيل ، قال :سئل ابن عمر عن الماعون، فقال : الذي يسئل حق اله ويمنعه ، فقال : إن ابن مسعود يقول : هو القدر والدلو والفأس ، قال : هو ما أقول لكم .
حدثني هارون بن إدريس الأصم ، قال :ثنا عبد الرحمن بن محمد الحاربي ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن سلمة بن كهيل أن ابن عمر سئل عن قول الله ويمنعون الماعون قال : الذي يسئل مال الله فيمنعه ، فقال الذي ساله : فإن ابن مسعود يقول : هو الفأس والقدر ، قال ابن عمر : هو ما أقول لك .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن سلمة بن كهيل ، قال : سأل رجل ابن عمر عن الماعون ، فذكر مثله .
حدثني سليمان بن محمد بن معدي كرب الرعيني ، قال : ثنا بقية بن الوليد ، قال : ثنا شعبة ، قال : ثني سلمة بن كهيل ، قال : سمعت أبا المغيرة ، رجلاً ن بني أسد ، قال : سألت عبد الله بن عمر عن الماعون ، قال : هو منع الحق ، قلت: ان ابن مسعود قال : هو منع الفأس والدلو ، قال : هو منع الحق .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي المغيرة ، عن ابن عمر قال : هي الزكاة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن السدي ، عن أبي صالح ، عن علي ، مثله .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال :نثا جابر بن زيد بن رفاعة ، عن حسان بن مخارق ، عن سعيد بن جبير ، قال : الماعون : الزكاة .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة و الحسن : الماعون : الزكاة المفروضة .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن أبي عمر ، عن ابن الحنفية رضي الله عنه قال : هي الزكاة .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله ويمنعون الماعون قال : الزكاة .
حدثني يونس ، قال : خبرنا ابن وهب ، قال : ابن زيد ، في قوله ويمنعون الماعون قال : هم المنافقون يمنعون زكاة أموالهم .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الأعلى ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قال : الماعون : الزكاة المفروضة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سعيد ، عن قتادة مثله .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال :ثنا محمد بن عقبة ، قال : سمعت الحسن يقول ويمنعون الماعون قال : منعوا صدقات أموالهم ، فعاب الله عليهم .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، عن مبارك ، عن الحسن الذين هم يراؤون * ويمنعون الماعون قال : هو المنافق الذي يمنع زكاة ماله ، فإن صلى راءى ، وإن فاتته لم يأس عليها .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، عن سلمة ، عن الضحاك ، قال : هي الزكاة .
وقال آخرون : هو ا يتعوره الناس من مثل الدلو والقدر ونحو ذلك .
ذكر من قال ذلك :
حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : ثنا ابن أبي إدريس ، عن الأعمش ، عن الحكم بن يحيى بن الجرار ، عن أبي العبيدين ، أنه قال لعبد الله : أخبرني عن الماعون قال : هو ما يتعاوره الناس بينهم .
حدثنا ابن المثنى ، قال : محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن الحكم قال : سمعت يحيى بن الجزار ، يحدث عن أبي العبيدين ، رجل ن بني تميم ضرير البصر ، وكان يسأل عبد الله بن مسعود ، وكان ابن سعود يعرف له ، فسال عبد الله عن الماعون ، فقال عبد الله : إن من الماعون منع الفأس والقدر والدلو ، خصلتان من هؤلاء الثلاث ، قال شعبة : الفأس ليس فيه شك .
حدثنا ابن المثنى ، قال :ثنا الوليد ، قال : ثنا شعبة ، عن الحكم بن عتبة ، عن يحيى بن الجزار عن أبي العبيدين ، عن عبد الله ،مثله .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، قال: ثنا شعبة عن الحكم بن عتيبة ، عن يحيى بن الجزار ، أن أبا العبيدين ، رجلاً من بني تيم ، كان ضرير البصر ، سال ابن مسعود عن الماعون ، فقال : هو منع الفأس والدلو أو قال : منع : الفأس والقدر .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن الحكم ، عن يحيى بن الجزار ، أن أبا العبيدين سأل ابن سعود عن الماعون ، قال : هو ما يتعاوره الناس بينهم ، الفأس والقدر والدلو .
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، قال :ثنا أبو الجواب ، عن عمار بن رزيق عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، عن أبي العبيدين ، عن عبد الله ، قال :كنا أصحاب محمد نحدث أن الماعون : القدر والفأس والدلو .
وقال أبو بكر : قال أبو الجواب ، وخالفه الزهري بن معاوية فيما :
حدثنا به الحسن الأشيب ، قال :ثنا زهير ، قال : ثنا أبو إسحاق ، عن حارثة ، عن أبي العبيدين ، وحدثني محمد بن عبيد ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة ، عن أبي العبدين و سعي بن عياض ، عن عبد الله ، قال : كنا اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث أن الماعون : الدلو والفأس والقدر ، لا يستغنى عنهن .
حدثنا ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن سعد بن عياض قال أبو موسى : هكذا كان غندر عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا إن من الماعون الفأس والدلو والقدر .
حدثنا ابن المثنى ، قال :ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، وحدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن عياض ، يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بمثله .
قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا شعبة ، عن ابي إسحاق ، قال : سمعت سعيد بن عياض ، يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله .
حدثنا خلاد ، قال :أخبرنا النضير ، قال :أخبرنا إسرائيل ، قل : أخبرنا أبو إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، عن أبي العبيدين ، قال : قال عبد الله : الماعون : القدر والفأس والدلو .
حدثنا خلاد قال : أخبرنا النضر ، قال : أخبرنا المسعودي ، قال : أخبرنا سهل بن كهيل ، عن أبي العبيدين ، وكانت به زمانة ، وكان عبد الله يعرف له ذلك ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ما الماعون ؟ قال : ما يتعاطى الناس بيهم من الفأس والقدرر والدلو وأشباه ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم ، عن أبي العبيدين ، أنه سال ابن مسعود عن الماعون ، فقال : ما يتعاطاه الناس بينهم .
قال : ثنا مهران ، عن الحسن و سلمة بن كهيل ، عن أبي العبدين ، عن ابن مسعود ،قال : الفاس والدلو والقدر وأشباهه .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن المسعودي ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي العبيدين ، أنه سأل ابن مسعود عن قوله ويمنعون الماعون فذكر نحوه .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد ، عن ابن مسعود ، قال : الفأس والقدر والدلو .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال :ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التميمي عن الحارث بن سويد ، عن عبد الله قال الماعون منع الفأس والقدر والدلو .
حدثنا أبو السائب ، قال :ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الحارث بن سوبد ، عن عبد الله ، أنه سئل عن الماعون ، قل : ما يتعاوره الناس بينهم : الفأس والدلو وشبهه .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن ابن مسعود ، قال : الدلو والفأس والقدر .
حدثنا ابن بشار ، قل : ثنا عبد الرحمن ، قال :ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن عياض ، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : الماعون : الفأس والقدر والدلو .
حدثني أبو السائب ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : سئل عبد الله عن الماعون ، قال : ما يتعاوره الناس بينهم ، الفأس والقدر والدلو وشبهه .
حدثني يعقوب ، قال :ثنا هشيم ، قال :أخبرنا مغيرة ، عن إبراهيم ، أنه قال : هو عارية الناس ، الفاس والقدر والدلو ونحو ذلك ، يعني الماعون .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، بمثله .
قال : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن سعيد ين جبير ، عن ابن عباس مثله ، قال : الفأس والدلو .
حدثنا ابن حميد ،قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت الأسدي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال الماعون : العارية .
حدثنا أبو كريب قال ثنا وكيع وحدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال : هو العارية .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، عن سفيان ،عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، نحوه .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال :ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، مثله .
حدثنا محمد بن عمرو ، قال :ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ،قال :ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله الماعون قال :متاع البيت .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا إسماعيل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، أراه عن ابن عباس _ شك أبو كريب _ : ويمنعون الماعون قال : المتاع .
حدثني يعقوب ، قال :ثنا ابن عليه ، قال : أخبرنا ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : قال : ابن عباس : هو متاع البيت .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثنا معاوية ، عن علي ،عن ابن عباس ، قال : يمنعونهم العارية ، وهو الماعون .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ،قال : ثني أبي ،عن أبيه ، عن ابن عباس ويمنعون الماعون قال : اختلف الناس في ذلك ، فمنهم من قال : يمنعون لزكاة ، ومنهم من قال : يمنعون الطاعة ، ونهم من قال : يمنعون العارية .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله ويمنعون الماعون قال : لم يجئ أهلها بعد .
حدثني ابن المثنى ، قال : ثنا محمد ، قال : ثنا شعبة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : قال ابن عباس الماعون ما يتعاطى الناس بينهم .
حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : أخبرنا ابن علية ، قال : ثنا ليث ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، قال : قال علي رضي الله عنه : الماعون : منع الزكاة والفأس والدلو والقدر .
حدثنا ابن بشار ، قل : ثنا أبو عاصم النبيل ، قال : ثنا سفيان عن حبيب بن ابي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، قال : الماعون : العارية .
حدثني أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس ، قال : ثنا عبثر ، قال :ثنا حصين ، عن أبي مالك ، في قوله الله ويمنعون الماعون قال : الدلو والقدر والفأس .
حدثنا عمرو بن علي ، قال : ثنا أبو داود ، قال : أبو عوانة ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال : كنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن نقول : الماعون منع الدلو وأشباه ذلك .
وقال آخرون : الماعون : المعروف .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن إبراهيم السلمي ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا محمد بن رفاعة ، قال : سمعت محمد بن كعب يقول : الماعون : المعروف .
وقال آخرون : الماعون : هو المال .
ذكر من قال ذلك :
حدثني أحمد بن حرب ، قال : ثنا موسى بن إسماعيل ،قال : ثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن السيب ، قال : الماعون بلسان قريش : المال .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، قال : الماعون بلسان قريش : المال
وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب ، إذا كان الماعون هو ما وصفنا قبل ، وكان الله قد أخبر عن هؤلاء القوم ، وأنهم يمنعونه الناس ، خبراً عاماً من غير أن يخص من ذلك شيئاً ، أن يقال : إن الله وصفهم بأنهم يمنعون الناس ما يتعاورونه بينهم ، ويمنعون أهل الحاجة والمسكنة ما أوجب الله لهم في أموالهم من الحقوق ، لأن كل ذلك من المنافع التي ينتفع بها الناس بعضهم من بعض .