فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا<TABLE class=MsoNormalTable dir=rtl style="WIDTH: 100%; BORDER-COLLAPSE: collapse; mso-padding-alt: 2.25pt 2.25pt 2.25pt 2.25pt; mso-table-dir: bidi" cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0>
<TR style="HEIGHT: 210pt; mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes">
<td style="BORDER-RIGHT: #f2e6c4 1pt solid; PADDING-RIGHT: 2.25pt; BORDER-TOP: #f2e6c4 1pt solid; PADDING-LEFT: 2.25pt; PADDING-BOTTOM: 2.25pt; BORDER-LEFT: #f2e6c4 1pt solid; WIDTH: 100%; PADDING-TOP: 2.25pt; BORDER-BOTTOM: #f2e6c4 1pt solid; HEIGHT: 210pt; BACKGROUND-COLOR: transparent; mso-border-alt: solid #F2E6C4 .75pt" vAlign=top width="100%">
فاصبر لحكم ربك يقول : اصبر لما امتحنك به ربك من فرائضه ، وتبليغ رسالاته ، والقيام بما ألزمك القيام به في تنزيله الذي أوحاه إليك ولا تطع منهم آثما أو كفورا يقول : ولا تطع في معصية الله من مشركي قومك آثماً يريد بركوبه معاصيه ، أو كفوراً : يعني جحوداً لنعمه عنده ، وآلائه قبله ، فهو يكفر به ، ويعبد غيره .
وقيل : إن الذي عني بهذا القول أبو جهل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ن عن قتادة ، قوله ولا تطع منهم آثما أو كفورا قال : نزلت في عدو الله أبي جهل .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن عمر ، عن قتادة ، أنه بلغه أن أبا جهل قال : لئن محمداً يصلي لأطأن عنقه ، فأنزل الله ولا تطع منهم آثما أو كفورا .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله ولا تطع منهم آثما أو كفورا قال : الآثم : المذنب الظالم والكفور ، هذا كله واحد ، وقيل : أو كفورا والمعنى : ولا كفوراً ، قال الفراء : ( أو ) هاهنا بمنزلة الواو ، وفي الجحد والاستفهام والجزاء تكون معنى ( لا ) فهذا من ذلك مع الجحد ، ومنه قول الشاعر :
ولا وجد ثكلى كما وجدت ولا وجد عجول أضلها ربع
أو وجد شيخ أضل ناقته يوم توافى الحجيج فاندفعوا
أراد : ولا وجد شيخ ، قال : وقد يكون في العربية : لا تطيعن منهم من أثم أو كفر ، فيكون المعنى في أو قريباً من معنى الواو ، كقولك للرجل : لأعطينك سألت أو سكت ، معناه : لأعطينك على كل حال .
</TD></TR>
<TR style="mso-yfti-irow: 1; mso-yfti-lastrow: yes">
<td style="BORDER-RIGHT: #d4d0c8; PADDING-RIGHT: 2.25pt; BORDER-TOP: #d4d0c8; PADDING-LEFT: 2.25pt; BACKGROUND: #ffc3b5; PADDING-BOTTOM: 2.25pt; BORDER-LEFT: #d4d0c8; WIDTH: 100%; PADDING-TOP: 2.25pt; BORDER-BOTTOM: #d4d0c8" vAlign=top width="100%">
</TD></TR></TABLE>
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا … وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا <TABLE class=MsoNormalTable dir=rtl style="WIDTH: 100%; BORDER-COLLAPSE: collapse; mso-padding-alt: 2.25pt 2.25pt 2.25pt 2.25pt; mso-table-dir: bidi" cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0>
<TR style="HEIGHT: 210pt; mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes">
<td style="BORDER-RIGHT: #f2e6c4 1pt solid; PADDING-RIGHT: 2.25pt; BORDER-TOP: #f2e6c4 1pt solid; PADDING-LEFT: 2.25pt; PADDING-BOTTOM: 2.25pt; BORDER-LEFT: #f2e6c4 1pt solid; WIDTH: 100%; PADDING-TOP: 2.25pt; BORDER-BOTTOM: #f2e6c4 1pt solid; HEIGHT: 210pt; BACKGROUND-COLOR: transparent; mso-border-alt: solid #F2E6C4 .75pt" vAlign=top width="100%">
يقول تعالى ذكره : واذكر يا محمد اسم ربك فادعه به بكرة في صلاة الصبح ، وعشياً في صلاة الظهر والعصر ومن الليل فاسجد له يقول : ومن الليل فاسجد له في صلاتك ، فسبحه ليلاً طويلاً ، يعني : أكثر كما قال جل ثناؤه قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه [ المزمل : 2 - 4 ] .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا يعني : الصلاة والتسبيح .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا قال : بكرة : صلاة الصبح وأصيلا صلاة الظهر الأصيل .
وقوله : ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا قال : كان هذا أول شيء فريضة .
وقرأ يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه المزمل [ 1 - 3 ] ، ثم قال : إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه [ المزمل : 20 ] ... إلى قوله فاقرؤوا ما تيسر من القرآن [ المزمل : 20 ] إلى آخر الآية ، ثم قال : محي هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الناس ، وجعله نافلة فقال : ومن الليل فتهجد به نافلة لك [ الإسراء : 79 ] قال : فجعلها نافلة .
</TD></TR>
<TR style="mso-yfti-irow: 1; mso-yfti-lastrow: yes">
<td style="BORDER-RIGHT: #d4d0c8; PADDING-RIGHT: 2.25pt; BORDER-TOP: #d4d0c8; PADDING-LEFT: 2.25pt; BACKGROUND: #ffc3b5; PADDING-BOTTOM: 2.25pt; BORDER-LEFT: #d4d0c8; WIDTH: 100%; PADDING-TOP: 2.25pt; BORDER-BOTTOM: #d4d0c8" vAlign=top width="100%">
</TD></TR></TABLE>
إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا .. نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا <TABLE class=MsoNormalTable dir=rtl style="WIDTH: 100%; BORDER-COLLAPSE: collapse; mso-padding-alt: 2.25pt 2.25pt 2.25pt 2.25pt; mso-table-dir: bidi" cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0>
<TR style="HEIGHT: 210pt; mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes">
<td style="BORDER-RIGHT: #f2e6c4 1pt solid; PADDING-RIGHT: 2.25pt; BORDER-TOP: #f2e6c4 1pt solid; PADDING-LEFT: 2.25pt; PADDING-BOTTOM: 2.25pt; BORDER-LEFT: #f2e6c4 1pt solid; WIDTH: 100%; PADDING-TOP: 2.25pt; BORDER-BOTTOM: #f2e6c4 1pt solid; HEIGHT: 210pt; BACKGROUND-COLOR: transparent; mso-border-alt: solid #F2E6C4 .75pt" vAlign=top width="100%">
وقوله : إن هؤلاء يحبون العاجلة يقول تعالى ذكره : إن هؤلاء المشركين بالله يحبون العاجلة ، يعني الدنيا ، يقول : البقاء فيها وتعجبهم زينتها ويذرون وراءهم يوما ثقيلا يقول : ويدعون خلف ظهورهم العمل للآخرة ، وما لهم فيه النجاة من عذاب الله يومئذ ، وقد تأوله بعضهم بمعنى : ويذرون أمامهم يوماً ثقيلاً ، وليس ذلك قولاً مدفوعاً ، غير أن الذي قلنا أشبه بمعنى الكلمة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال ثنا مهران ، عن سفيان ويذرون وراءهم يوما ثقيلا قال : الآخرة .
يقول تعالى ذكره : نحن خلقنا هؤلاء المشركين بالله المخالفين أمره ونهيه وشددنا أسرهم وشددنا خلقهم ، من قولهم : قد أسر هذا الرجل فأحسن أسره ، بمعنى : قد خلق فأحسن خلقه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله نحن خلقناهم وشددنا أسرهم يقول : شددنا خلقهم .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله وشددنا أسرهم قال : خلقهم .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة وشددنا أسرهم : خلقهم .
وقال آخرون : الأسر : المفاصل .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة مثله .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، سمعته ، يعني خلاداً يقول : سمعت أبا سعيد ، وكان قرأ القرآن على أبي هريرة قال : ما قرأت القرآن إلا على أبي هريرة ، هو أقرأني ، وقال في هذه الآية وشددنا أسرهم قال : هي المفاصل .
وقال آخرون : بل هو القوة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال : ابن زيد في قوله وشددنا أسرهم قال : الأسر : القوة .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب القول الذي اخترناه ، وذلك أن الأسر ، وهو ما ذكرت عند العرب ، ومنه قول الأخطل :
من كل محتسب شديد أسره سلس القياد تخاله مختالا
ومنه قول العامة : خذه بأسره : أي هو لك كله .
وقوله : وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا يقول : وإذا نحن شئنا أهلكنا هؤلاء وجئنا بآخرين سواهم من جنسهم أمثالهم من الخلق ، مخالفين لهم في العمل .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله بدلنا أمثالهم تبديلا قال : بني آدم الذي خالفوا طاعة الله ، قال : وأمثالهم من بني آدم .
</TD></TR>
<TR style="mso-yfti-irow: 1; mso-yfti-lastrow: yes">
<td style="BORDER-RIGHT: #d4d0c8; PADDING-RIGHT: 2.25pt; BORDER-TOP: #d4d0c8; PADDING-LEFT: 2.25pt; BACKGROUND: #ffc3b5; PADDING-BOTTOM: 2.25pt; BORDER-LEFT: #d4d0c8; WIDTH: 100%; PADDING-TOP: 2.25pt; BORDER-BOTTOM: #d4d0c8" vAlign=top width="100%">
</TD></TR></TABLE>
<TABLE class=MsoNormalTable dir=rtl style="WIDTH: 100%; BORDER-COLLAPSE: collapse; mso-padding-alt: 2.25pt 2.25pt 2.25pt 2.25pt; mso-table-dir: bidi" cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0>
<TR style="HEIGHT: 210pt; mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes">
<td style="BORDER-RIGHT: #f2e6c4 1pt solid; PADDING-RIGHT: 2.25pt; BORDER-TOP: #f2e6c4 1pt solid; PADDING-LEFT: 2.25pt; PADDING-BOTTOM: 2.25pt; BORDER-LEFT: #f2e6c4 1pt solid; WIDTH: 100%; PADDING-TOP: 2.25pt; BORDER-BOTTOM: #f2e6c4 1pt solid; HEIGHT: 210pt; BACKGROUND-COLOR: transparent; mso-border-alt: solid #F2E6C4 .75pt" vAlign=top width="100%">
قوله إن هذه تذكرة يقول : إن هذه السورة تذكرة لمن تذكر واتعظ واعتبر .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال اهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله إن هذه تذكرة قال : إن هذه السورة تذكرة .
وقوله : فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا يقول : فمن شاء أيها الناس اتخذ إلى رضنا ربه بالعمل بطاعته ، والانتهاء إلى أمره ونهيه ، سبيلاً .
يقول تعالى ذكره : وما تشاؤون اتخاذ السبيل إلى ربكم أيها الناس إلا أن يشاء الله ذلك لكم لأن الأمر إليه لا إليكم ، وهو في قراءة عبد الله فيما ذكر ( وما تشاؤون إلا ما شاء الله ) .
وقوله : إن الله كان عليما حكيما فلن يعدو منكم أحد ما سبق له في علمه بتدبيركم .
وقوله : يدخل من يشاء في رحمته يقول : يدخل ربكم من يشاء منكم في رحمته ، فيتوب عليه حتى يموت تائباً من ضلالته ، فيغفر له ذنوبه ، ويدخله جنته والظالمين أعد لهم عذابا أليما يقول : الذين ظلموا أنفسهم ، فماتوا على شركهم ، أعد لهم في الآخرة عذاباً مؤلماً موجعاً وهو عذاب جهنم ، ونصب قوله والظالمين لأن الواو ظرف لأعد ، والمعنى : وأعد للظالمين عذاباً أليماً ، وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله ( وللظالمين أعد لهم ) بتكرير اللام ، وقد تفعل العرب ذلك ، وينشد لبعضهم :
أقول لها إذا سألت طلاقاً إلام تسارعين إلى فراقي ؟
ولآخر :
فأصبحن لا يسألنه عن بما به أصعد في غاوي الهوى أم تصوبا
بتكرير الباء ، وإنما الكلام لا يسألنه عما به .
</TD></TR>
<TR style="mso-yfti-irow: 1; mso-yfti-lastrow: yes">
<td style="BORDER-RIGHT: #d4d0c8; PADDING-RIGHT: 2.25pt; BORDER-TOP: #d4d0c8; PADDING-LEFT: 2.25pt; BACKGROUND: #ffc3b5; PADDING-BOTTOM: 2.25pt; BORDER-LEFT: #d4d0c8; WIDTH: 100%; PADDING-TOP: 2.25pt; BORDER-BOTTOM: #d4d0c8" vAlign=top width="100%">
</TD></TR></TABLE>