وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله والعاديات ضبحا فقال بعضهم : عني بالعاديات ضبحاً : الخيل التي تعدوها ، وهي تحمحم .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله والعاديات ضبحا قال : الخيل . وزعم غير ابن عباس أنها الإبل .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن ابي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله والعاديات ضبحا قال ابن عباس : هو في القتال .
حدثنا هناد ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرمة ، في قوله والعاديات ضبحا قال الخيل .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : أخبرنا أبو رجاء ، قال : سئل عكرمة ، عن قوله : والعاديات ضبحا قال : ألم تر إلى الفرس إذا جرى كيف يضبح .
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي جريج ، عن عطاء ، قال : ليس شيء من الدواب يضبح غير الكلب والفرس .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال :ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله والعاديات ضبحا قال : الخيل تضبح .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله والعاديات ضبحا قال : هي الخيل ، عدت حتى ضبحت .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله والعاديات ضبحا قال : هي الخيل تعدو حتى تضبح .
حدثنا ابن حامد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سعيد ، عن قتادة ، مثل حديث بشر عن يزيد .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، قال : ثنا سعيد ، قال : سمعت سلماً يقرأ والعاديات ضبحا قال : هي الخيل عدت ضبحاً .
قال : ثنا وكيع ، عن واصل ، عن عطاء والعاديات ضبحا قال : الخيل .
قال : ثنا وكيع ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : ما ضبحت دابة قط إلا كلب أو فرس .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله والعاديات ضبحا قال : هي الخيل .
حدثني سعيد بن الربيع الرازي ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس ن قال : هي الخيل .
وقال آخرون : هي الإبل .
ذكر من قال ذلك:
حدثني أبو السائب ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله والعاديات ضبحا قال : هي الإبل .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله مثله .
حدثني عيسى بن عثمان الرملي ، قال : ثني عمي يحيى بن عيسى الرملي ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، مثله .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة عن إبراهيم ، عن عبد الله والعاديات ضبحا قال : هي الإبل إذا ضبحت تنفست .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنا أبو صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، حدثه قال : بينما أنا في الحجر جالس ، أتاني رجل يسأل عن والعاديات ضبحا فقلت له : الخيل حين تغير في سبيل الله ، ثم تأوي إلى الليل ، فيصنعون طعامهم ، ، ويروون نارهم . فانفتل عني ، فذهب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو تحت سقياة زمزم ، فساله عن والعاديات ضبحا فقال : سألت عنها أحد قبلي ؟ قال : نعم ، سالت عنها ابن عباس فقال : الخيل حين تغير في سبيل الله . قال : اذهب فادعه لي ، فلما وقف على رأسه قال : تفتي الناس بما لا علم لك به والله لكانت أو غزوة في الإسلام لبدر ، وما كان معنا الإ فرسان : للزبير ، وفرس للمقداد ، فكيف تكون العاديات ضبحاً ؟ إنما العاديات ضبحاً من عرفة إلى منى . قال ابن عباس : فنزعت عن قولي ، ورجعت إلى الذي قال علي رضي الله عنه .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ،عن منصور ، عن إبراهيم والعاديات ضبحا قال : الإبل .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله والعاديات ضبحا قال : قال ابن مسعود : هو في الحج .
حدثنا سعيد بن الربيع الرازي ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عبيد بن عمير قال : هي الإبل ، يعني والعاديات ضبحا .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم والعاديات ضبحا قال : قال ابن مسعود : هي الإبل .
وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب ، قول من قال : عني بالعاديات : الخيل ، وذلك أن الإبل لا يتضبح ، وإنما تضبح الخيل ب، وقد أخبر الله تعالى أنها تعدو ضبحاً ، وقالضبح هو ما قد ذكرنا قبل .
وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال :ثنا أبو معاوية ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، قال : قال علي رضي الله عنه : الضبح من الخيل : الحمحمة ، ومن الإبل : النفس .
قال : ثنا سفيان ، عن جريج ، عن عطاء ، قال : سمعت ابن عباس يصف الضبح : أح أح .
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا
وقوله فالموريات قدحا اختلف أهل التأويل في ذلك ، فقال بعضهم : هي الخيل توري النار بحوافرها .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب بن إبراهيم ،قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا أبو رجاء ، قال : سئل عكرمة عن قوله فالموريات قدحا قال : أورت وقدحت .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة فالموريات قدحا قال : هي الخيل ، وقال الكلبي : تقدح بحوافرها حتى يخرج منها النار .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن واصل ، عن عطاء فالموريات قدحا قال : أورت النار بحوافرها .
حدثت عن الحسن ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : ثنا عبيد ، قال : سعت الضحاك يقول في قوله فالموريات قدحا توري الحجارة بحوافرها .
وقال آخرون : بل معنى ذلك أن الخيل هجن الحرب بين أصحابهن وركبانهن .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة فالموريات قدحا قال : هجن الحرب بينهم وبين عدوهم .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن سعيد ، عن قتادة فالموريات قدحا قال : هجن الحرب بينهم وبين عدوهم .
وقال آخرون : بل عني بذلك : الذين يورون النار بعد انصرافهم من الحرب .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال أخبرني أبو صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : سألني علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن والعاديات ضبحا* فالموريات قدحا فقلت له : الخيل تغير في سبيل الله ، ثم تأوي إلى الليل ، فيصنعون طعامهم ويورون نارهم .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : مكر الرجال .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني ابي ، عن أبيه ، عن ابن عباس فالموريات قدحا قال : المكر .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله الله فالموريات قدحا قال : مكر الرجال .
وقال آخرون : هي الألسنة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثنا يونس بن محمد ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة قال : يقال في هذه الآية فالموريات قدحا قال : هي الألسنة .
وقال آخرون : هي الإبل حين تسير تنسف بمناسمها الحصى .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن إبراهم ، عن عبد الله فالموريات قدحا قال :إذا نسفت الحصى بمناسمها ، فضرب الحصى بعضه بعضاً ، فيخرج منه النار .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، أن يقال : إن الله تعالى ذكره أقسم بالموريات التي توري النيران قدحاً ، فالخيل توري بحوافرها ، والناس يورونها بالزند ، واللسان مثلاً يوري بالمنطق ، والرجال يورون بالمكر مثلاً ، وكذلك الخيل تهيج بين أهلها إذا التقت في الحرب . ولم يضع الله دلالة على أن المراد من ذلك بعض دون بعض ، فكل ما أورت النار قدحاً ، فداخلة فيما أقسم به ، لعموم ذلك بالظاهر .
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا
وقوله : فالمغيرات صبحا اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقلا بعضهم : معنى ذلك : فالمغيرات صبحاً على عدوها علانية .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ،قال : أخبرني أبو صخر ، عن أبي معوية البجلي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ،قال : سألني رجل عن المغيرات صبحاً ، فقال : الخيل تغير في سبيل الله .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، قال : أخبرنا أبو رجاء ، قال : سألت عكرمة ، عن قوله فالمغيرات صبحا قال : أغارت على العدو صبحاً .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ،قال ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد فالمغيرات صبحا قال : هي الخيل .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة فالمغيرات صبحا قال : هي الخيل .
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة فالمغيرات صبحا قال : أغار القوم بعدما أصبحوا على عدوهم .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة فالمغيرات صبحا قال : أغارت حين أصبحت .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سعيد ، عن قتادة فالمغيرات صبحا قال : أغار القوم حين أصبحوا .
وقال آخرون : عني بذلك الإبل حين تدفع بركباها من ( جمع ) يوم النحر إلى ( منى ) .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، عن عبد الله فالمغيرات صبحا حين يفيضون من جمع .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، أن يقال : أن الله جل ثناؤه أقسم بالمغيرات صبحاً ، ولم يخصص من ذلك مغيرة دون مغيرة ، فكل مغيرة صبحاً ، فداخلة فيما أقسم به . وقد كان زيد بن أسلم يذكر تفيسر هذه الأحرف ويأباها ، ويقول : إنما هو قسم أقسم الله به .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا قال : هذا قسم أقسم الله به .
وفي قوله : فوسطن به جمعا قال : كل هذا قسم ، قال : ولم يكن أبي ينظر فيه إذا سئل عنه ، ولا يذكره ، يردي به القسم .
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا
وقوله : فوسطن به جمعا يقول تعالى ذكره : فوسطن بركبانهن جمع القوم ، يقال : وسطت القوم بالتخفيف ، ووسطته بالتشديد ،وتوسطته : بمعنى واحد .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا أبو رجاء ، قال : سئل عكرمة ، عن قوله فوسطن به جمعا قال : جمع الكفار .
حدثنا هناد بن السري ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرمة فوسطن به جمعا قال : جمع القوم .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس فوسطن به جمعا قال : هو جمع القوم .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن واصل ، عن عطاء فوسطن به جمعا قال : جمع العدو .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد فوسطن به جمعا قال : جمع هؤلاء وهؤلاء .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة فوسطن به جمعا فوسطن بالقوم جمع القوم .
حدثنا ابن حميد قال ثنا مهران عن سعيد عن قتادة فوسطن به جمعا فوسطن بالقوم جمع العدو .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة فوسطن به جمعا قال : وسطن جمع القوم .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله فوسطن به جمعا الجمع : الكتيبة.
وقال آخرون : بل عني بذلك فوسطن به زدلفة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، عن عبد الله فوسطن به جمعا يعني : مزدلفة .
إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
وقوله : إن الإنسان لربه لكنود يقول : إن الإنسان لكفور لنعم ربه . والأرض الكنود : التي لا تنبت شيئاً ، قال الأعشى :
أحدث لها تحدث لوصلك إنها كند لوصل الزائر المعتاد
وقيل : إنما سميت كندة لقطعها أباها .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيري ، قال : ثنا محمد بن كثير ، قال : ثنا مسلم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قوله إن الإنسان لربه لكنود قال : لكفور .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عي ،قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس إن الإنسان لربه لكنود قال : لربه لكفور .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد إن الإنسان لربه لكنود قال : لكفور .
حدثنا ابن بشار قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد مثله .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله .
حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ،مثله .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن مهدي بن ميمون ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن الحسن البصري إن الإنسان لربه لكنود قال : هو الكفرو الذي يعد المصائب ، وينسى نعم ربه .
حدثنا وكيع ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، قال : الكنود : الكفور .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، قال : قال الحسن : إن الإنسان لربه لكنود يقول : لوامم لربه يعد المصائب .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن لكنود قال : لكفور .
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة إن الإنسان لربه لكنود قال : لكفور .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سعيد ، عن قتادة ، مثله .
حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي ، قال : ثنا خالد بن الحارث ،قال : ثنا شعبة ، عن سماك أنه قال : إنما سميت كندة ، أنها قطعت أباها إن الإنسان لربه لكنود قال : لكفور .
حدثنا ابو كريب ، قال: ثنا عبيد الله ، عن إسرائل ، عن جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الإنسان لربه لكنود قال : لكفرو ، الذي يأكل وحده ، ويضرب عبده ، ويمنع رفده .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : إن الإنسان لربه لكنود قال : الكنود : الكفور ، وقرأ إن الإنسان لكفور [ الحج : 66] .
حدثنا الحسن بن علي بن عياش ، قال : ثنا أبو المغيرة عبد القدوس ، قال :ثنا حريز بن عثمان قال : ثني حمزة بن هانئ ، عن أبي أمامة أنه كان يقول : الكنود : الذي ينزل وحده ، ويضرب عبده ، ويمنع رفده .
حدثني محمد بن إسماعيل الصواري ، قال : ثنا محمد بن سوار ، قال : أخبرنا أبو اليقضان ، عن سفيان ، عن هشام ، عن الحسن ، في قوله إن الإنسان لربه لكنود قال : لوام لربه ، يعد المصائب وينسى النعم .
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ
وقوله : وإنه على ذلك لشهيد يقول تعالى ذكره : إن الله على كنوده ربه لشهيد : يعني لشاهد .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سعيد ، عن قتادة وإنه على ذلك لشهيد قال : يقول : إن الله على ذلك لشهيد .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال :ثنا سعيد ، عن قتادة وإنه على ذلك لشهيد في بعض القراءات ( إن الله على ذلك لشهيد ) .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان وإنه على ذلك لشهيد يقول : وإن الله عليه شهيد .
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ
وقوله : وإنه لحب الخير لشديد يقول تعالى ذكره : وإن الإنسان لحب المال المال لشديد .
واختلف أهل العربية في وجه وصفه بالشدة لحب المال ، فقال بعض البصريين : معنى ذلك : وإنه من أجل حب الخير لشديد : أي لبخيل ، قال : يقال للبخيل : شديد ومتشدد . واستشهدوا لقوله ذلك ببيت طرفة بن العبد اليشكري :
أرى الموت يعتام النفوس ويصطفي عقيلة مال الباخل المتشدد
وقال آخرون : معناه : وإنه لحب الخير لقوي .
وقال بعض نحويي الكوفة : كان موضع لحب أن يكون بعد شديد ، وأن يضاف شديد إليه ، فيكون الكلام : وإنه لشديد حب الخير ، فلما تقدم الحب في الكلام ، قيل : شديد ، وحذف من آخره ، لما جرى ذكره في أوله ولرءوس الآيات ، قال : ومثله في سورة إبراهيم [ الآية : 18] كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف والعصوف لا يكون لليوم ، وإنما يكون للريح ، فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم طرحت من آخره ، كأنه قال :في يوم عاصف الريح ، والله أعلم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ،قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله وإنه لحب الخير لشديد قال : الخير الدنيا ، وقرأ إن ترك خيرا الوصية [ البقرة : 18] قال : فقلت له : إن ترك خيراً : المال ؟ قال : نعم ، وأي شيء هو إلا المال ؟ قال : وعسى أن يكون حراماً ، ولكن الناس يعدونه خيراً ، فسماه الله خيراً ، لأن الناس يسمونه خيراً في الدنيا ، وعسى أن يكون خبيثاً ، ومسى القتال في سبيل الله سوءاً ، وقرأ قول الله : فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء [ آل عمران : 174] قال : لم يمسهم قتال ، قال : وليس هو عند الله بسوء ، ولكن يسونه سوءاً .
وتأويل الكلام : إن الإنسان لربه لكنود ، وإنه لحب الخير لشديد ، وإن الله على ذلك من أمر لشاهد . ولكن قوله ( وإنه لحب الخير لشهيد )قدم ، ومعناه التأخير ، فجعل معترضاً بين قوله إن الإنسان لربه لكنود ، وبين قوله وإنه لحب الخير لشديد .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سعيد ، عن قتادة إن الإنسان لربه لكنود * وإنه على ذلك لشهيد قال : هذا في مقاديم الكلام ، قال : يقول : إن الله لشهيد أن الإنسان لحب الخير لشديد .
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ
وقوله : أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور يقول : أفلا يعمل هذا الإنسان الذي هذه صفته ، إذا أثير ما في الققور ، وأخرج ما فيها من الموتى وبحث .
وذرك أنها في مصحف عبد الله ( إذا بحث ما في القبور ) وكذلك تأول ذلك أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال :ثنا أبو صالح ، قال : ثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله بعثر ما في القبور بحث . وللعرب في بعثر لغتان : تقول : بعثر ، بحثر ، ومعناهما واحد .
وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ
وقوله : وحصل ما في الصدور يقول : وميز وبين ، فأبرز ما في صدور الناس من خير وشر .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال ،قال :ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله وحصل ما في الصدور يقول : أبرز .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان وحصل ما في الصدور يقول : ميز .
إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ
وقوله : إن ربهم بهم يومئذ لخبير يقول : إن ربهم بأعمالهم ، وما أسروا في صدورهم ، وأضمروه فيها ، وما أعلنوه بجوارحهم منها ، عليم لا يخفى عليه منها شيء ، وهو مجازيهم على جميع ذلك يومئذ .