اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
يعني جل ثناؤه بقوله اقرأ باسم ربك محمداً صلى الله عليه وسلم يقول : اقرأ يا محمد بذكر ربك الذي خلق ثم بين الذي خلق فقال .
خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ
وقوله : خلق الإنسان من علق يعني : من الدم ، وقال : من علق ، والمراد به من علقة ، لأنه ذهب إلى الجمع ، كما يقال : شجرة وشجر ، وقصبة وقصب ، وكذلك علقة وعلق .وإنما قال ك من علق ، والإنسان في لفظ واحد ، لأنه في معنى جمع ، وإن كان في لفظ واحد ، فلذلك قيل : من علق .
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ
وقوله : اقرأ وربك الأكرم يقول : اقرأ يا محمد وربك الأكرم يقول : اقرأ يا محمد وربك الأكرم .
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
وقوله : الذي علم بالقلم خلقه الكتاب والخط .
كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة اقرأ باسم ربك الذي خلق قرأ حتى بلغ علم بالقلم قال : القلم نعمة من الله عظيمة ، لولا ذلك لم يقم ولم يصلح عيش . وقيل : إن هذه أول سورة نزلت في القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ذكر من قال ذلك :
حدثني أحمد بن عثمان البصري ، قال :ثنا وهب بن جرير ، قال : ثنا أبي ، قال : سمعت النعمان بن راشد يقول عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة أنها قالت : كان أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة ، كانت تجيء مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان بغار حراء يتحنث فيه الليالي ذوات العدد ، قبل أن يرجع إلى أهله ، ثم يرجع إلى أهله فيتزود لمثلها ، حتى فجأه الحق ، فأتاه ، فقال : يا محمد أنت رسول الله ، قال رسول الله : فجثوت لركبتي وأنا قائم ، ثم رجعت ترجف بوادري ، ثم دخلت على خديجة ، فقلت : زملوني زملوني ، حتى ذهب عني الروع ، ثم أتاني فقال : يا محمد أنا جبريل وأنت رسول الله ،قال : فلقد هممت أن أطرح نفسي من حالق من جبل ، فتمثل إلى حين هممت بذلك ، قال : يا محمد ، أنا جبريل وأنت رسول الله ، ثم قال : اقرأ ، قلت : ما أقرأ ؟قال : فأخذني ثلاث مرات ، حتى بلغ مني الجهد ، ثم قال اقرأ باسم ربك الذي خلق فقرأت ، فأتيت خديجة ، فقلت : لقد أشفقت على نفسي ، فأخبرتها خبري ، فقالت : أبشر ، فلوالله لا يجزيك الله أبداً ، ووالله إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتؤدي الأمانة ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، ثم انطلقت بي إلى ورقة بن أسد ، قالت اسمع من ابن أخيك ، فسألني ، فأخبرته خبري ، فقال : هذا الناموس الذي أنزل على موسى صلى الله عليه وسلم ، ليتني فيها جذع ، ليتني فيها جذع ، ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك ، قلت : أو محرجي هم ؟ قلا : نعم ، إنه لم يجئ رجل قط بما جئت به ، إلا عوي ، ولئن أدركني يومك ، قلت : أو مخرجي هم ؟ قال : نهم ، إنه لم يجئ رجل قط بما جئت به ، إلا عودي ، ولئن أدركني يومك أنثرك نصراً مؤزراً ، ثم كان أول ما نزل علي من القرآن بعد ( قرأ ) : ن والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون * وإن لك لأجرا غير ممنون * وإنك لعلى خلق عظيم * فستبصر ويبصرون [ القلم 1_2_3_4_5_] ، يا أيها المدثر * قم فأنذر [ المدثر : 1_2] والضحى * والليل إذا سجى [ الضحى : 1_2]
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : ثني عروة أن عائشة أخبرته ، وذكر نحوه ، غير أنه لم يقل : ثم كان أول ما أنزل علي من القرآن .... الكلام إلى آخره .
حدثنا ابن أبي الشوارب ، قال : ثنا عبد الواحد ، قال : ثنا سليمان الشيباني ، قال :ثنا عبد الله بن شداد ، قال : أتى جبريل محمداً ، فقال يا محمد اقرأ ، فقال : وما أقرأ ؟ قال : فضمه ، ثم قال : يا محمد اقرأ ، قال : وما أقرأ ؟قال : باسم ربك الذي خلق حتى بلغ علم الإنسان ما لم يعلم قال : فجاء إلى خديجة ، فقال : يا خديجة ما أراه إلا قد عرض لي ، قالت : كلا ، والله ما كان ربك يفعل ذلك بك ، وما أتيت فاحشة قط ، قال : فأتت خديجة ورقة ، فأخبرته الخبر ، قال : لئن كنت صادقة إن زوجك لنبي ، وليقين من أمته شدة ، ولئن أدركته لأؤمنن به ، قال : ثم أبطأ عليه جبريل ، فقالت له خديجة : ما أرى ربك إلا قد قلاك فأنزل الله والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى [ الضحى : 1_3] .
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : ثنا سفيان عن الزهري ، عن عروة عن عائشة قال إبراهيم ، قال سفيان : حفظه لنا ابن إسحاق أن أول شيء أنزل من القرآن اقرأ باسم ربك الذي خلق
حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري ، قال : ثنا سفيان ، عن محمد بن إسحاق عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، أن أول سورة أنزلت من القرآن اقرأ باسم ربك .
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن عمرو بن دينار ، عن عبيدبن عمير ،قال : أول سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ باسم ربك الذي خلق .
قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا شعبة ، عن عمر بن دينار ، قال :سمعت عبيد بن عمير يقول ، فذكر نحوه .
حدثنا خلاد بن أسلم قال : أخبرنا النضر بن شميل ، قال : ثنا قرة ، قال : أخبرنا أبو رجاء العطاردي ، قال : كنا في المسجد الجامع ، ومقرئنا أبو موسى الأشعري ، كأني أنظر إليه بين بردين أبيضين ، قال أبو رجاء : عنه أخذت هذه السورة اقرأ باسم ربك الذي خلق وكانت أول سورة نزلت على محمد .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن عطاء بن يسار ، قال : أول سورة نزلت من القرآن اقرأ باسم ربك .
حدثنا ابن بشار ، قال :ثنا يحيى و عبد الرحمن بن مهدي ، قالا : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : أول ما نزل من القرآن اقرأ باسم ربك وزاد ابن مهدي ن والقلم [ القلم : 1] .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع عن شعبة ، عن عمرو بن دينار قال : سمعت عبيد بن عمير يقول : أول ما أنزل من القرآن اقرأ باسم ربك الذي خلق .
قال : ثنا وكيع عن قرة بن خالد عن أبي رجاء العطاردي قال : إني لأنظر إلى أبي موسى وهو يقرأ القرآن في مسجد البصرة ، وعليه بردان أبيضان فأنا أخذت منه اقرأ باسم ربك الذي خلق وهي أول سورة أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم .
قال : ثنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : إن أول سورة أنزلت اقرأ باسم ربك الذي خلق ثم ن والقلم ( القلم : 1) .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
وقوله : علم الإنسان ما لم يعلم يقول تعالى ذكره : علم الإنسان الخط بالقلم ، ولم يكن يعلمه مع أشياء غير ذلك ، مما علمه ولم يكن يعلمه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : علم الإنسان ما لم يعلم قال : علم الإنسان خطأ بالقلم .
كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى
وقوله : كلا يقول تعالى ذكره : ما هكذا ينبغي أن يكون الإنسان أن ينعم عليه ربه بتسويته خلقه ، ويتعليمه ما لم يكن يعلم ، وإنعامه بما لا كفؤله ، ثم يكفر بربه الذي فعل به ذلك ، ويطغى عليه ، أن رآه استغنى .
وقوله : إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى يقول : إن الإنسان ليتجاوز حده ويستكبر على ربه ، فيكفر به ، لأن رأى نفسه استغنت . وقيل : أن رآه اتسغنى لحاجة (رأى) إلى اسم وخبر ، وكذلك تفعل العرب في كل فعل اقتضى الاسم والفعل ، إذا أوقعه المخبر عن نفسه على نفسه ، مكنياً عنها ، فيقول متى تراك خارجاً ؟ ومتى تحسبك سائراً ؟ فإذا كان الفعل لا يقتضي إلا مصوباً واحداً ، جعلوا موضع المكني نفسه ، فقالوا : قتلت نفسك ، ولم يقولوا : قتلتك ولا قتلته .
أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى
قوله تعالى أن رآه استغنى
إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى
وقوله : إن إلى ربك الرجعى يقول : إن إلى ربك يا محمد مرجعه ، فذائق من أليم عقابه ما لا قبل له به .
أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى.عَبْدًا إِذَا صَلَّى
ذكر أن هذه الآية وما بعدها نزلت في أبي جهل بن هشام ، وذلك أنه قال فيما بلغنا : لئن رأيت محمداً يصلي ، لأطأن رقبته . وكان فيما ذكر قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي ، فقال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : أرأيت يا محمد أبنا جهل الذي ينهاك أن تصلي عند المقام ، وهو معرض عن الحق ، مكذب به يعجب جل ثناؤه نبيه والمؤمنين من جهل أبي جهل ، وجراءته على ربه ، في نهيه محمداً عن الصلاة لربه ، وهو مع أياديه عنده مكذب به .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال ثثنا ابو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله الله : أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى قال : أبو جهل ينهى محمداً صلى الله عليه وسلم إذا صلى .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى نزلت في عدو الله أبي جهل ، وذلك لأنه قال : لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه ، فأنزل الله ما تسمعون .
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة في قول الله أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمداً صلى الله عليه وسلم يصلي لأطأن على عنقه ، قال : وكان يقال : ( لكل أمة فرعون ، وفرعون هذه الأمة أبو جهل ) .
حدثنا إسحاق بن شاهين الواسطي ، قال : ثنا خالد بن عبد الله ، عن داود ، عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ، فجاءه أبو جهل ، فنهاه أن يصلي ، فأنزل الله : أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى ...إلى قوله كاذبة خاطئة .
أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى
يقول تعالى ذكره أرأيت إن كان محمد على الهدى يعني : على استقامة وسداد في صلاته لربه .
أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى
وقوله : أو أمر بالتقوى أو أمر محمد هذا الذي ينهى عن الصلاة ، باتقاء الله ، وخوف عقابه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : أرأيت إن كان على الهدى * أو أمر بالتقوى قال : محمد كان على الهدى ، وأمر بالتقوى .
أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى
يقول تعالى ذكره : أرأيت إن كذب أبو جهل الذي بعث به محمداً وتولى يقول وأدبر عنه ، فلم يصدق به.
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة أرأيت إن كذب وتولى يعني : أبا جهل .
أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى
يقول تعالى ذكره : ألم يعلم أبو جهل إذا ينهى محمداً عن عبادة ربه ، والصلاة له ، بأن الله يراه فيخاف سطوته وعقابه . وقيل : أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى ، أرأيت إن كان على الهدى ، فكررت أرأيت مرات ثلاثاً على البدل . والمعنى : أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى ، وهو مكذب متول عن ربه ، ألم يعلم بأن الله يراه .
كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ
وقوله : كلا لئن لم ينته يقول : ليس كما قال إنه يطأ عنق محمد ، يقول : لا يقدر على ذلك ، ولا يصل إليه ،
وقوله : لئن لم ينته يقول : لئن لم ينته أبو جهل عن محمد لنسفعا بالناصية يقول : لنأخذن بمقدم رأسه ، فلنسضمنه ولنذلنه ، يقال منه ، : سعفت بيده : إذا أخذت بيده . وقيل : إنما قيل : ( لنسفعا بالناصية ) والمعنى : لنسودن وجهه ، فاكتفي بذكر الناصية من الوجه كله ، إذا كانت الناصية في مقدم الوجه . وقيل : معنى ذلك : لنأخذن بناصيته إلى النار ، كما قال : فيؤخذ بالنواصي والأقدام [ الرحمن : 41] .
نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ
وقوله : ناصية كاذبة خاطئة فخفض ناصية رداً على الناصية الأولى بالتكرير ، ووصف الناصية بالكذب والخطيئة ، والمعنى لصاحبها .
فَلْيَدْعُ نَادِيَه
وقوله : فليدع ناديه يقول تعالى ذكره : فليدع أبو جهل أهل مجلسه وأنصاره ، منةو عشيرته وقومه ، والنادي : هو المجلس .
وإنما قيل ذلك فيما بلغنا ، لأن أبا جهل لما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند المقام ، انتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأغلظ له ، فقال أبو جهل : علام بتوعدني محمد وأنا أكثر أهل الوادي نادياً ؟ فقال الله جل ثناؤه كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ، فليدع حينئذ نادية ، فإنه إن دعا نادية ، دعونا الزبانية .
وبنحو الذي قلنا في ذلك جاءت الأخبار ، وقال أهل التأويل .
ذكر الآثار المروية في ذلك :
حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبو خالد الأحمر ، وحدثنا أبو كريب ، قال : ثنا الحكم بن جميع ، قال : ثنا علي بن مسهر جميعاً ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام ، فمر به أبو جهل بن هشام ، فقال : يا محمد ، ألم أنهك عن هذا ؟ وتوعده ، فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهره ، فقال : يا محمد بأي شيء تهددني ؟ أما والله إني لأكثر هذا الوادي نادياً ، فأنزل الله فليدع ناديه * سندع الزبانية قال ابن عباس : لو دعا نادية ، أخذته زبانية العذاب من ساعته .
حدثني إسحاق بن شاهين ، قال : ثنا خالد بن عبد الله ، عن داود ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ، فجاءه أبو جهل ، فنهاه أبو جهل أن يصلي ، فأنزل الله أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى إلى قوله كاذبة خاطئة فقال : لقد علم أني أكثر هذا الوادي نادياً ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ، فتكلم بشيء ، قال داود : ولم أحفظه فأنزل الله فليدع ناديه * سندع الزبانية فقال ابن عباس : فوالله لو فعل لأخذته الملائكة من مكانه .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن أبيه ، قال : ثنا نعيم بن أبي هند ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ قال : فقيل نعم ، قال فقال : واللات والعزى لئن رأيته يصلي كذلك ، لأطأن على رقبته ، ولأعفرن وجهه في التراب ، قال : فأتى رصول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأ على رقبته ، قال : فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ، ويتقي بيديه ، قال : فقيل له : مالك ؟ قال : فقال : إن بيني وبينه خندقاً من نار ، وهولاً وأجنحة ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً قال : وأنزل الله ، لا أدري في حديث أبي هريرة أم لا كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى * إن إلى ربك الرجعى * أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى * أرأيت إن كان على الهدى * أو أمر بالتقوى * أرأيت إن كذب وتولى يعني أبا جهل ألم يعلم بأن الله يرى * كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة * فليدع ناديه
يدعو قومه سندع الزبانية الملائكة كلا لا تطعه واسجد واقترب .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : أخبرنا يونس بن أبي إسحاق ، عن الوليد بن العيزار ، عن ابن عباس ، قال : قال أبو جهل : لئن عاد محمد يصلي عند المقام لأقتلنه ، فأنزل الله اقرأ باسم ربك حتى بلغع هذه الآية لنسفعا بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة * فليدع ناديه * سندع الزبانية فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، فقيل له : ما يمنعك ؟ قال : قد اسواد ما بيني وبيه من الكتائب . قال ابن عباس : والله لو تحرك لأخذته الملائكة والناس بنظرون إليه .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا زكرينا بن عدي ، قال : ثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الكريم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال أبوجهل : لئن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة ، لآتينه حتى أطأ على عنقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو فعل لأخذته الملائكة عياناً .
وبالذي قلنا في معنى النادي قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله فليدع ناديه يقول : فليدع ناصره .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال :ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال ثنا الحسن قال :ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد سندع الزبانية قال : الملائكة .
سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل الزبانية أرجلهم في الأرض ، ورؤوسهم في السماء .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور عن معمر ، عن قتادة ، في قوله سندع الزبانية قال النبي صلى الله عليه وسلم : لو فعل أبو جهل لأخذته الزبانية الملائكة عياناً .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة سندع الزبانية قال : الملائكة .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله الزبانية ، قال الملائكة .
كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ
وقوله : كلا يقول تعالى ذكره : ليس الأمر كما يقول أبو جهل ، إذا ينهى محمداً عن عبادة ربه ، والصلاة له لا تطعه يقول جل ثناؤه لنبيه حمد صلى الله عليه وسلم : لا تطع أبا جهل فيما أمرك به من ترك الصلاة لربك واسجد لربك واقترب منه ، وبالتحبب إليه بطاعته ، فإن أبا جهل لن يقدر على ضرك ، ونحن نمنعك منه .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال :ثنا سعيد ، عن قتادة كلا لا تطعه واسجد واقترب ذكر لنا أنها نزلت في أبي جهل ، قال : لئن رأيت محمداً يصلي لأطأن عنقه ، فأنزل الله كلا لا تطعه واسجد واقترب قال نبي الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه الذي قال أبو جهل ، قال : لو فعل لاختطفته الزبانية .