كن مع الله
قال رسول الله صلى الله وعليه وسلام

" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له" بارك الله فيكم بادروا بالتسجيل ولكم الاجر ان شاء الله

كن مع الله
قال رسول الله صلى الله وعليه وسلام

" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له" بارك الله فيكم بادروا بالتسجيل ولكم الاجر ان شاء الله

كن مع الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كن مع الله

كن مع الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
خالد
تفسير سورة الطور Vote_rcapتفسير سورة الطور Voting_barتفسير سورة الطور Vote_lcap 
مريم
تفسير سورة الطور Vote_rcapتفسير سورة الطور Voting_barتفسير سورة الطور Vote_lcap 
دموع التوبه
تفسير سورة الطور Vote_rcapتفسير سورة الطور Voting_barتفسير سورة الطور Vote_lcap 
noor
تفسير سورة الطور Vote_rcapتفسير سورة الطور Voting_barتفسير سورة الطور Vote_lcap 
احمدسيد الهوارى
تفسير سورة الطور Vote_rcapتفسير سورة الطور Voting_barتفسير سورة الطور Vote_lcap 
وصف الجنه
تفسير سورة الطور Vote_rcapتفسير سورة الطور Voting_barتفسير سورة الطور Vote_lcap 
كوكى توته
تفسير سورة الطور Vote_rcapتفسير سورة الطور Voting_barتفسير سورة الطور Vote_lcap 
محمد سعد
تفسير سورة الطور Vote_rcapتفسير سورة الطور Voting_barتفسير سورة الطور Vote_lcap 
حبيبي يارسول الله
تفسير سورة الطور Vote_rcapتفسير سورة الطور Voting_barتفسير سورة الطور Vote_lcap 
ابوملك
تفسير سورة الطور Vote_rcapتفسير سورة الطور Voting_barتفسير سورة الطور Vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» علامات الساعه الصغره والكبرى
تفسير سورة الطور Emptyالأحد يونيو 03, 2012 8:44 am من طرف محمد سعد

» حكم من اذنب وتاب ثم اذنب وتاب....وهكذا
تفسير سورة الطور Emptyالأحد يونيو 03, 2012 8:38 am من طرف محمد سعد

» اسهل طريقة للتوبـــــــة ؟؟
تفسير سورة الطور Emptyالأحد يونيو 03, 2012 8:31 am من طرف محمد سعد

» كيف تغتسل المراة من الحيض؟
تفسير سورة الطور Emptyالسبت أكتوبر 15, 2011 6:10 pm من طرف خالد

» صفات المتقون والخاشعون......الخ
تفسير سورة الطور Emptyالأحد ديسمبر 05, 2010 1:45 am من طرف احمدسيد الهوارى

» حكم تقسيم البدعه الى حسنه وسيئه
تفسير سورة الطور Emptyالأحد ديسمبر 05, 2010 1:28 am من طرف احمدسيد الهوارى

» حكم تارك الصلاة
تفسير سورة الطور Emptyالأحد ديسمبر 05, 2010 1:20 am من طرف احمدسيد الهوارى

» حكم الذكر الجماعى
تفسير سورة الطور Emptyالأحد ديسمبر 05, 2010 1:17 am من طرف احمدسيد الهوارى

» الحكمة من نزول القران مفرقا
تفسير سورة الطور Emptyالجمعة ديسمبر 03, 2010 8:22 pm من طرف خالد

» قصه اول طعام اهل الجنه
تفسير سورة الطور Emptyالأربعاء نوفمبر 24, 2010 12:52 am من طرف احمدسيد الهوارى

» من هم ساده اهل الجنه
تفسير سورة الطور Emptyالأربعاء نوفمبر 24, 2010 12:47 am من طرف احمدسيد الهوارى

» وصف النار واسباب دخولها وما ينجى منها
تفسير سورة الطور Emptyالأربعاء نوفمبر 24, 2010 12:37 am من طرف احمدسيد الهوارى

» طعام اهل النار
تفسير سورة الطور Emptyالأربعاء نوفمبر 24, 2010 12:30 am من طرف احمدسيد الهوارى

» من اسباب المغفرة
تفسير سورة الطور Emptyالأربعاء نوفمبر 24, 2010 12:11 am من طرف احمدسيد الهوارى

» الرد على حادثة الافك
تفسير سورة الطور Emptyالخميس نوفمبر 18, 2010 2:28 pm من طرف noor

» فضــــل القـــــــرآن
تفسير سورة الطور Emptyالخميس نوفمبر 18, 2010 2:05 pm من طرف noor

» تعلم كيف تعظم ربك .. دعاء مميز
تفسير سورة الطور Emptyالخميس نوفمبر 18, 2010 1:24 pm من طرف noor

» دعاء الهـــنا للشيخ محمد حسان .. دعاء مبكي ومميز جدا
تفسير سورة الطور Emptyالخميس نوفمبر 18, 2010 1:12 pm من طرف noor

» الحكمة من الطواف عكس عقارب الساعة
تفسير سورة الطور Emptyالثلاثاء نوفمبر 16, 2010 2:41 am من طرف ahmadmahfouz86

» فيديو خطبة عن الديانة البهائية للشيخ محمد حسان
تفسير سورة الطور Emptyالجمعة نوفمبر 12, 2010 1:16 am من طرف احمدسيد الهوارى


 

 تفسير سورة الطور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خالد
-
-
خالد


الجنسيه : مصرى
عدد المساهمات : 311
رقم العضويه : 2

تاريخ التسجيل : 08/07/2010

تفسير سورة الطور Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الطور   تفسير سورة الطور Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 3:23 am

وَالطُّورِ


يعني تعالى ذكره بقوله والطور : والجبل الذي يدعي الطور: والجبل الذي يدعي الطور .
وقد بينت معنى الطور بشواهده ، وذكرنا اختلاف المختلفين فيه فيما مضى بما أعني عن إعادته في هذا الموضع .
وقد حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله الله تبارك وتعالى والطور قال : الجبل بالسريانية .





وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ


وقوله : وكتاب مسطور يقول : وكتاب مكتوب ومنه قول رؤبة :
إني ولآيات سطران سطرا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وكتاب مسطور قال : صحف .
حدثنا
بشر قال : قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة في قوله وكتاب مسطور والمسطور المكتوب .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة في قوله مسطور قال : مكتوب .
حدثت عن
الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله مسطور قال : مكتوب .





فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ


وقوله في رق منشور يقول : في ورق منشور .
وقوله
في من صلة مسطور ومعنى الكلام : وكتاب سطر وكتب في ورق منشور .
حدثنا
بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة في رق منشور وهو الكتاب .
حدثني
الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في رق قال : الرق : الصحيفة .





وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ


وقوله والبيت المعمور يقول : والبيت الذي يعمر بكثرة غاشيته وهو بيت فيما ذكر في السماء بحيال الكعبة من الأرض يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون فيه أبداً .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن المثنى قال : ثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رجل من قومه قال : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم رفع إلي البيت المعمور فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال : البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم .
حدثنا
ابن المثنى قال : ثنا خالد بن الحارث قال : ثنا خالد بن الحارث قال : ثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رجل من قومه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه .
حدثنا
هناد بن السري قال : ثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة أن رجلاً قال لعلي رضي الله عنه : ما البيت المعمور قال : بيت في السماء يقال له الضراح وهو بحيال الكعبة من فوقها حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ولا يعودون فيه ابداً .
حدثنا
ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة عن سماك بن حرب قال : سمعت خالد بن عرعرة قال : سمعت علياً رضي الله عنه وخرج إلى الرحبة فقال له ابن الكواء أو غيره : ما البيت المعمور قال : بيت في السماء السادسة يقال له الضراح يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبداً .
حدثنا
أبو كريب قال : ثنا طلق بن غتام عن زائدة عن عاصم عن علي بن ربيعة قال : سأل ابن الكواء علياً رضي الله عنه عن البيت المعمور قال : مسجد في السماء يقال له الضراح يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة لا يرجعون فيه ابداً .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا حكام عن عنبسة عن عبيد المكتب عن أبي الطفيل قال : سأل ابن الكواء علياً عن البيت المعمور قال : بيت بحيال الكعبة العتيق في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك على رسم راياتهم يقال له الضراح يدخله كل سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يرجعون فيه أبداً .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا بهرام قال : ثنا سفيان عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة عن علي رضي الله عنه قال : سأله رجل عن البيت المعمور قال : بيت في السماء يقال له الضريح قصد البيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون فيه .
حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله والبيت المعمور قال : هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون إليه .
حدثنا
عبد الله بن أحمد بن شبويه ، قال : ثنا علي بن الحسن ، قال : ثنا حسين ، قال : سئل عكرمه وأنا جالس عنده عن البيت المعمور ، قال : بيت في السماء بحيال الكعبة .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والبيت المعمور قال : بيت في السماء يقال له الضراح.
حدثنا
بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة والبيت المعمور ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً لأصحابه هل تدرون ما البيت المعمور قالوا : الله ورسوله أعلم قال : فإنه مسجد في السماء تحته الكعبة لو خر لخر عليها يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم .
حدثت عن
الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله والبيت المعمور يزعمون أنه يروح إليه كل يوم سبعون ألف ملك من قبيلة إبليس يقال لهم الجن .
حدثني
يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله والبيت المعمور قال : بيت الله الذي في السماء وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن بيت الله في السماء ليدخله كل يوم طلعت شمسة سبعون ألف ملك ثم لا يعودون فيه أبداً بعد ذلك .
حدثنا
محمد بن مرزوق قال : ثنا حجاج قال : ثنا حماد عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة .
حدثنا
محمد بن سنان الفزاز قال : ثنا موسى بن إسماعيل قال : ثنا سليمان عن ثابت عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما عرج بي الملك إلى السماء السابعة انتهيت إلى بناء فقلت للملك : ما هذا ؟ قال : هذا بناء بناه الله للملائكة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يقدسون الله ويسبحونه لا يعودون فيه .





وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ


وقوله : والسقف المرفوع يعني بالسقف في هذا الموضع : السماء وجعلها سقفاً لأنها سماء للأرض كسماء البيت الذي هو سقفه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
هناد بن السري قال : ثنا أبو الأحوص عن سماك عن خالد بن عرعرة أن رجلاً قال لعلي رضي الله عنه : ما السقف المرفوع ؟ قال : السماء .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان عن سماك عن خالد بن عرعرة عن علي قال : السقف المروفع : السماء .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا مهران قال : ثنا سفيان عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة عن علي رضي الله عنه قال : سأله رجل عن السقف المرفوع فقال : السماء .
حدثنا
ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة عن سماك بن حرب قال : سمعت خالد بن عرعرة قال : سمعت علياً يقول : والسقف المرفوع : هو السماء : قال : وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون ( الأنبياء 32)
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد والسقف المرفوع :قال: السماء.
حدثنا
بشر ، قال:ثنا يزيد ، قال : قال:ثنا سعيد ، عن قتادة والسقف المرفوع سقف السماء .
حدثني
يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله والسقف المرفوع : سقف السماء .





وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ


وقوله والبحر المسجور اختلف أهل التأويل في معنى البحر المسجور فقال بعضهم : الموقد وتأول ذلك : والبحر الموقد المحمى .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يعقوب قال : ثنا ابن علية عن داود عن سعيد بن المسيب قال : قال علي رضي الله عنه لرجل من اليهود : أين جهنم فقال : البحر فقال : ما أراه إلا صادقاً والبحر المسجور وإذا البحار سجرت التكوير : 6 مخففة .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا يعقوب عن حفص بن حميد عن شمر بن عطية في قوله والبحر المسجور قال : بمنزلة التنور المسجور .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد والبحر المسجور قال : الموقد .
حدثني
يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله والبحر المسجور قال : الموقد وقرأ قول الله تعالى : وإذا البحار سجرت التكوير : 6 قال : أوقدت .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وإذا البحار ملئت وقال : المسجور : المملوء .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله والبحر المسجور الممتلئ .
وقال آخرون : بل المسجور : الذي قد ذهب ماؤه .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله والبحر المسجور قال : سجره حين يذهب ماؤه ويفخر .
وقال آخرون : المسجور : المحبوس .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس في قوله والبحر المسجور يقول : المحبوس .
وأولى الأقوال في ذلك عندي الصواب قول من قال : والبحر المملؤ المجموع ماؤه بعضه في بعض وذلك أن الأغلب من معاني البجر : الإيقاد كما يقال : سجرت التنور بمعنى : أوقدت أو الامتلاء على ما وصفت كما قال لبيد :
فتوسطا عرض السري وصدعا مسجورة متجاوراً قلامها
وكما قال النمر بن تولب العلكي :
إذا شاء طالع مسجورة وترى حولها النبع والساسما
سقتها رواعد من صيف وإن من خريف فلن يعدما
فإذا كان ذلك الأغلب من معاني السجر وكان البحر غير موقد اليوم وكان الله تعالى ذكره قد وصفه بأنه مسجور فبطل عنه إحدى الصفتين وهو الإيقاد صحت الصفة الأخرى التي هي له اليوم وهو الامتلاء لأنه كل وقت ممتلئ .
وقيل : إن هذا البحر المسجور الذي أقسم به ربنا تبارك وتعالى بحر في السماء تحت العرش .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح عن علي والبحر المسجور قال : بحر في السماء تحت العرش .
قال : ثنا
مهران قال : وسمعته أنا من إسماعيل قال : ثنا مهران عن سفيان عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو والبحر المسجور قال : بحر تحت العرش .
حدثني
محمد بن عمارة قال : ثنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قوله والبحر المسجور قال : بحر تحت العرش .





إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ


وقوله إن عذاب ربك لواقع يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم إن عذاب ربك لواقع يا محمد لكائن حال بالكافرين به يوم القيامة .
كماحدثنا بشر قا ل: ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة
إن عذاب ربك لواقع وقع القسم ها هنا إن عذاب ربك لواقع وذلك يوم القيامة .
وقوله
ما له من دافع يقول : ما لذلك العذاب الواقع بالكافرين من دافع يدفعه عنهم فينقذهم منه إذا وقع





مَا لَهُ مِن دَافِعٍ


وقوله ما له من دافع يقول : ما لذلك العذاب الواقع بالكافرين من دافع يدفعه عنهم فينقذهم منه إذا وقع



يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا


يقول تعالى ذكره : إن عذاب ربك لواقع يوم تمور السماء موراً فيوم من صلة واقع ويعني بقوله : تمور : تدور وتكفأ وكان معمر بن المثنى ينشد بيت الأعشى :
كأن مشيتها من بيت جارتها مور السحابة لا ريث ولا عجل
فالمور على روايته : التكفؤ والترهل في المشية وأما غيره فإنه كان يرويه مر السحابة .
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم فيه نحو الذي قلنا فيه .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله يوم تمور السماء موراً قال :يقول : تحريكاً .
حدثنا
ابن المثنى و عمرو بن مالك قالا : حدثنا أبو معاوية الضرير عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يوم تمور السماء موراً قال : تدور السماء دوراً .
حدثنا
الحسن بن علي الصدائي قال : ثنا إبراهيم بن بشار قال : ثنا سفيان بن عيينة قال : أخبروني عن معاوية الضرير عني عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يوم تمور السماء موراً قال : تدور دوراً .
حدثنا
هارون بن حاتم المقري قال : ثنا سفيان بن عيينة قال : ثني أبو معاوية عني عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يوم تمور السماء موراً قال : تدور دوراً .
حدثنا
بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله يوم تمور السماء موراً مورها : تحريكها .
حدثت عن
الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله يوم تمور السماء موراً يعني : استدارتها وتحريكها لأمر الله وموج بعضها في بعض .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان قال : قال الضحاك يوم تمور السماء موراً قال : تموج بعضها في بعض وتحريكها لأمر الله .
حدثني
يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله يوم تمور السماء موراً قال هذا يوم القيامة وأما المور : فلا علم لنا به .
وقال آخرون : مورها : تشققها .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي قال: ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله يوم تمور السماء موراً قال : يوم تشقق السماء .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد
-
-
خالد


الجنسيه : مصرى
عدد المساهمات : 311
رقم العضويه : 2

تاريخ التسجيل : 08/07/2010

تفسير سورة الطور Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الطور   تفسير سورة الطور Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 3:24 am

وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا


وقوله وتسير الجبال سيراً يقول : وتسير الجبال عن أماكنها من الأرض سيراً فتصير هباء منبثاً .

فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ


يقول تعالى ذكره : فالوادي الذي يسيل من قيح وصديد في جهنم يوم تمور السماء مورا وذلك يوم القيامة للمكذبين بوقوع الله للكافرين يوم تمور السماء مورا وكان بعض نحويي البصرة يقول : أدخلت الفاء في قوله (فويل يومئذ ) لأنه في معنى إذا كان كذا وكذا فأشبه المجازاة لأن المجازاة يكون خبرها بالفاء وقال بعض نحويي الكوفة : الأوقات تكون كلها مع الاستقبال فهذا من ذاك لأنهم قد شبهوا( إن ) وهي أصل الجزاء بحين وقال : إن مع يوم إضمار فعل وإن كان التأويل جزاء لأن الإعراب يأخذ ظاهر الكلام وإن كان المعنى جزاء .





الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ


وقوله الذين هم في خوض يلعبون يقول : الذين هم في فتنة واختلاط في الدنيا يلعبون غافلين عما هم صائرون إليه من عذاب الله في الآخرة .

يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا


وقوله يوم يدعون إلى نار جهنم دعاً يقول تعالى ذكره : فويل للمكذبين يوم يدعون .
وقوله
يوم يدعون ترجمة عن قوله يومئذ وإبدال منه وعني بقوله يدعون يدفعون بإرهاق وإزعاج يقال منه : دععت في قفاه :إذا دفعت فيه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
سليمان بن عبد الجبار قال : ثنا أبو كدينة عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس يوم يدعون إلى نار جهنم دعاً قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار .
حدثني
علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله يوم يدعون إلى نار جهنم دعاً يقول : يدفعون .
حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله يوم يدعون إلى نار جهنم دعاً قال : يدفعون فيها دفعاً .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا يحيى بن واضح قال : ثنا الحسين عن زيد عن عكرمة يوم يدعون إلى نار جهنم دعاً يقول إلى نار جهنم دفعاً .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يوم يدعون إلى نار جهنم دعاً قال : يزعجون إليها إزعاجاً .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة بنحوه .
حدثت عن
الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله ، يوم يدعون إلى نار جهنم دعاً الدع : الدفع والإرهاق .
حدثني
يونس قال : أخبرني ابن وهب قال : قال ابن زيد في قول الله يوم يدعون إلى نار جهنم دعاً قال : يدفعون دفعاً وقرأ قول الله بتارك وتعالى فذلك الذي يدع اليتيم ( الماعون 2 ) قال : يدفعه ويغلظ عليه .





هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ


وقوله : هذه النار التي كنتم بها تكذبون يقول تعالى ذكره : يقال لهم : هذه النار التي كنتم بها في الدنيا تكذبون فتجحدون أن تردوها وتصلوها أو بعاقبكم بها ربكم وترك ذكر يقال لهم اجتزاء بدلالة الكلام عليه .





أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ


يقول تعالى ذكره مخبراً عما يقال لهؤلاء المكذبين الذين وصف صفتهم إذا وردوا جهنم يوم القيامة : أفسحر أيها القوم هذا الذي وردتموه الآن أم أنتم لا تعاينوه ولا تبصرونه وقيل هذا لهم توبيخاً لا استفهاماً .





اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ


وقوله اصلوها يقول : ذوقوا حر هذه النار التي كنتم بها تكذبون وردوها فاصبروا على ألمها وشدتها او لا تصبروا على ذلك سواء عليكم صبرتم أو لم تصبروا إنما تجزون ما كنتم تعملون يوقل : ما تجزون إلا أعمالكم : أي تعاقبون إلا على معصيتكم في الدنيا وكفركم .



إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ


يقول تعالى ذكره : إن الذين اتقوا الله بأداء فرائضه واجتناب معاصيه في جنات : يقول في بساتين ونعيم فيها ، وذلك في الآخرة .

فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ


وقوله فاكهين يقول : عندهم فاكهة كثيرة وذلك نظير قول العرب للرجل يكون عنده تمر كثير : رجل تامر او يكون عنده لبن كثير فيقال : هو لابن كما قال الحطيئة :
أغررتني وزعمت أنك لابن في الصيف تامر
وقوله بما آتاهم ربهم يقول : عندهم فاكهة كثيرة بإعطاء الله إياهم ذلك ووقاهم ربهم عذاب الجحيم يقول : ورفع عنهم ربهم عقابه الذي عذب به أهل الجحيم .





كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ


يقول تعالى ذكره : كلوا واشربوا يقال لهؤلاء المتقين في الجنات : كلوا أيها القوم مما آتاكم ربكم واشربوا من شرابها هنيئاً لا تخافون مما تأكلون وتشربون فيها أذى ولا غائلة مما كنتم تعملون في الدنيا لله من الأعمال .





مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ


وقوله متكئين على سرر مصفوفة قد جعلت صفوفاً وترك قوله : على نمارق اكتفاء بدلالة ما ذكر من الكلام عليه .
وقوله :
وزوجناهم بحور عين يقول تعالى ذكره : وزوجنا الذكور من هؤلاء المتقين أزواجاً بحور عين من النساء يقول الرجل : زوج هذا الخلف الفرد أو النعل الفرد بهذا الفرد بمعنى : اجعلهما زوجاً وقد بينا معنى الزواج فيما مضى بما أغنى عن إعادته هاهنا والحور : جمع حوراء وهي الشديدة بياض مقلة العين في شدة سواد الحدقة .
وقد ذكرت اختلاف أهل التأويل في ذلك وبينت الصواب فيه عندنا بشواهده المغنية عن إعادتها في هذا الموضع والعين : جمع عيناء وهي العظيمة العين في حسن وسعة .





وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ


اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم : معناه والذين آمنوا واتبعتهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم المؤمنين في الجنة وإن كانوا لم يبلغوا بأعمالهم درجات آبائهم تكرمة لآبائهم المؤمنين وما ألتنا آباءهم المؤمنين من أجور أعمالهم من شيء .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في هذه الآية والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان فقال : إن الله تبارك وتعالى يرفع للمؤمنين ذريته وإن كانوا دونه في العمل ليقر الله بهم عينه .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا مؤمل قال : ثنا سفيان عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : إن الله تبارك وتعالى ليرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل ليقر بهم عينه ثم قرأ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان عن عمرو بن مرة الجملي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : إن الله تبارك وتعالى ليرفع ذرية المؤمن معه في درجته ثم ذكر نحوه غير أنه قرأ واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم .
حدثني
موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال : ثنا محمد بن بشر قال : ثنا سفيان بن سعيد عن سماعة عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه .
حدثنا
ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان قال : المؤمن ترفع له ذريته فيلحقون به وإن كانوا دونه في العمل .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم التي بلغت الإيمان بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم الصغار التي لم تبلغ الإيمان وما ألتنا الآباء من عملهم من شيء .
ذكر من قال :
حدثني
محمد بن سعد قال : ثنا أبي : ثني عمي قال: ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم يقول : الذين أدرك ذريتهم الإيمان فعملوا بطاعتي ألحقتهم بإيمانهم إلى الجنة وأولادهم الصغار نلحقهم بهم .
حدثت عن
الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : اخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم يقول : من أدرك ذريته الإيمان فعلموا بطاعتي ألحقتهم بآبائهم في الجنة وأولادهم الصغار أيضاً على ذلك .
وقال آخرون نحو هذا القول غير أنهم جعلوا الهاء والميم في قوله
ألحقنا بهم من ذكر الذرية والهاء والميم في قوله : ذريتهم من ذكر الذين وقالوا : معنى الكلام : والذين آمنوا وابتعتهم ذريتهم الصغار وما ألتنا الكبار من عملهم من شيء .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم قال : أدرك أبناؤهم الأعمال التي عملوا فاتبعوهم عليها وابتعتهم ذرياتهم التي لم يدركوا الأعمال فقال الله جل ثناؤه وما ألتناهم من عملهم من شيء قال : يقول : لم تظلمهم من عملهم من شيء قال : يقول : لم نظلمهم من عملهم من شيء فنقصهم فنعطيه ذرياتهم الذين ألحقناهم بهم الذين لم يبلغوا الأعمال ألحقتهم بالذين قد بلغوا الأعمال .
وقال آخرون : بل معنى ذلك
الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم فأدخلناهم الجنة بعمل آبائهم وما ألتنا الآباء من عملهم من شيء .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا المعتمر بن سليمان قال : سمعت داود يحدث عن عامر أنه قال في هذه الآية والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء فأدخل الله الذرية بعمل الآباء الجنة ولم ينقص الله الآباء من عملهم شيئاً قال : فهو قوله وما ألتناهم من عملهم من شيء .
حدثنا
ابن المثنى قال : ثنا ابن أبي عدي عن داود عن سعيد بن جبير أنه قال في قول الله ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء قال : ألحق الله ذرياتهم بآبائهم ولم ينقص الآباء من أعمالهم فيرده على أبنائهم .
وقال آخرون : إنما عني بقوله
ألحقنا بهم ذريتهم أعطيناهم من الثواب ما أعطينا الآباء .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان عن قيس بن مسلم قال : سمعت إبراهيم في قوله واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم قال : أعطوا مثل أجور آبائهم ولم ينقص من أجورهم شيئاً .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان عن قيس بن مسلم عن إبراهيم واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم قال : أعطوا مثل أجورهم ولم ينقص من أجورهم .
قال : ثنا حكام عن
أبي جعفر عن الربيع واتبعتهم ذريتهم بإيمان يقول : أعطيناهم من الثواب ما أعطيناهم وما ألتناهم من عملهم من شيء يقول : ما نقصنا آباءهم شيئاً .
حدثنا
بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم كذلك قلاها يزيد ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم قال : عملوا بطاعة الله فألحقهم الله بآبائهم .
وأولى هذه الأقوال بالصواب وأشبهها بما دل عليه ظاهر التنزيل القول الذي ذكرنا عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس وهو : والذين آمنوا بالله ورسوله وأتبعناهم ذرياتهم الذين أدركوا الإيمان بإيمان وآمنوا بالله ورسوله ألحقنا بالذين آمنوا ذريتهم الذين أدركوا الإيمان فآمنوا في الجنة فجعلناهم معهم في درجاتهم وإن قصرت أعمالهم عن أعمالهم تكرمه منا لآبائهم وما ألتناهم من أجور عملهم شيئاً .
وإنما قلت : ذلك أولى التأويلات به لأن ذلك الأغلب من معانيه وإن كان للأقوال الأخر وجوه واختلفت القراء في قراءة قوله
واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم فقرأ ذلك عامة قراء المدينة واتبعتهم ذريتهم على التوحيد بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم على الجمع وقرأته قراء الكوفة واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم كلتيهما بإفراد وقرأ بعض قراء البصرة وهو أبو عمرو واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم .
والصواب من القول في ذلك ان جميع ذلك قراءات معروفات مسفيضات في قرأة الأمصار متقاربات المعاني فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب .
وقوله
وما ألتناهم من عملهم من شيء يقول تعالى ذكره : وما ألتنا الآباء يعني بقوله وما ألتناهم وما نقصناهم من أجور أعمالهم شيئاً فنأخذه منهم فنجعله لأبنائهم الذين ألحقناهم بهم ولكنا وفيناهم أجور أعمالهم وألحقنا أبناءهم بدرجاتهم تفضلاً منا عليهم والألت في كلام العرب : النقص والبخس وفيه لغة أخرى ولم يقرأ بها أحد نعمله ومن الألت قول الشاعر :
أبلغ بني ثعل عني مغلغلة جهد الرسالة لا ألتاً ولا كذبا
يعني : لا نقصان ولا زيادة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا مؤمل قال : ثنا سفيان عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وما ألتناهم من عملهم من شيء قال : ما نقصناهم .
حدثني
علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن ابن عباس قوله : وما ألتناهم من عملهم من شيء يقول : ما نقصناهم .
وحدثني
موسى بن عبد الرحمن قال : ثنا موسى بن بشر قال : ثنا سفيان بن سعيد عن سماعة عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وما ألتناهم من عملهم من شيء قال : وما نقصناهم .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وما ألتناهم من عملهم من شيء قال : ما نقصنا الآباء للأبناء .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : ما نقصنا الآباء للأبناء وما ألتناهم قال : وما نقصناهم .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله وما ألتناهم من عملهم من شيء قال : نقصناهم.
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس ، وما ألتناهم من عملهم من شيء يقول : ما نقصناآناءهم شيئا.
قال : ثنا
مهران عن أبي جعفر عن الربيع بن أنس مثله .
حدثنا
ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة عن أبي المعلى عن سعيد بن جبير وما ألتناهم قال وما ظلمناهم .
حدثنا
بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله وما ألتناهم من عملهم من شيء يقول : وما ظلمناهم من علمهم من شيء .
حدثني
محمد بن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة وما ألتناهم من عملهم من شيء يقول وما ظلمناهم .
وحدثت عن
الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول :أخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله وما ألتناهم يقول : وما ظلمناهم .
حدثني
يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله وما ألتناهم من عملهم قال : يقول :لم نظلمهم من عملهم من شيء : لم ننتقصهم فنعطيه ذرياتهم الذين ألحقناهم بهم لم يبلغوا الأعمال ألحقهم بالذين قد بلغوا الأعمال وما ألتناهم من عملهم من شيء قال : لم يأخذ عمل الكبار فيجزيه الصغار وأدخلهم برحمته والكبار عملوا فدخلوا بأعمالهم .
وقوله
كل امرئ بما كسب رهين يقول :كل نفس بما كسبت وعملت من خير وشر مرتهنة لا يؤاخذ أحد بذنب غيره وإنما يعاقب بذنب نفسه .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد
-
-
خالد


الجنسيه : مصرى
عدد المساهمات : 311
رقم العضويه : 2

تاريخ التسجيل : 08/07/2010

تفسير سورة الطور Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الطور   تفسير سورة الطور Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 3:27 am

وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ


يقول تعالى ذكره : وأمددنا هؤلاء الذين آمنوا بالله ورسوله وابتعتهم ذريتهم بإيمان في الجنة بفاكهة ولحم مما يشتهون من اللحمان .



يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ


وقوله يتنازعون فيها كأساً يقول : يتعاطون فيها كأس الشراب ويتداولونها بينهم كما قال الأخطل :
نازعته طيب الراح الشمول وقد صاح الدجاج وحانت وقعة الساري
وقوله لا لغو فيها يقول : لا باطل في الجنة والهاء في قوله فيها من ذكر الكأس ويكون المعنى لما فيها من الشراب بمعنى : أن أهلها لا لغو عندهم فيها ولا تأثيم واللغو : الباطل .
وقوله
ولا تأثيم يقول : ولا فعل فيها يؤثم صاحبه وقيل : عني بالتأثيم : الكذب .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله لا لغو فيها يقول : لا باطل فيها .
وقوله
ولا تأثيم يقول : لا كذب .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله لا لغو فيها قال : لا يستبون ولا تأثيم يقول : ولا يؤثمون .
حدثنا
بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله لا لغو فيها ولا تأثيم : أي لا لغو فيها ولا باطل إنما كان الباطل في الدنيا مع الشيطان .
وحدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة في قوله لا لغو فيها ولا تأثيم قال : ليس فيها لغو ولا باطل إنما كان اللغو والباطل في الدنيا .
واختلفت القراء في قراءة قوله
لا لغو فيها ولا تأثيم فقرأ ذلك عامة قراء المدينة والكوفة لا لغو فيها ولا تأثيم بالرفع والتنوين على وجه الخبر على أنه ليس في الكأس لغو ولا تأثيم وقرأه بعض قراء البصرة لا لغو فيها ولا تأثيم نصباً غير منون على وجه التبرئة .
والقول في ذلك عندي انهما قراءتان معروفتان فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب وإن كان الرفع والتنوين أعجب القراءتين إلي لكثرة القرأة بها وأنها أصح المعنيين .





وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ


يقول تعالى ذكره : ويطوف على هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم في الجنة غلمان لهم ، كأنهم لؤلؤ في بياضه وصفاته مكنون يعني : مصون في كن فهو انقى له وأصفى لبياضه وإنما عني بذلك أن هؤلاء الغلمان يطوفون على هؤلاء المؤمنين في الجنة بكئوس الشراب التي وصف جل ثناؤه صفتها .
وقد حدثنا
بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ذكر لنا أن رجلاً قال : يا نبي الله هذا الخادم فكيف المخدوم ؟ قال والذي نفس محمد بيده إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب .
وحدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة في قوله كأنهم لؤلؤ مكنون قال : بلغني أنه قيل : يا رسول الله هذا الخادم مثل اللؤلؤ فكيف المخدوم ؟ قال : والذي نفسي بيده إن فضل ما بينهما كفضل القمر ليلة البدر على النجوم .





وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ


وقوله وأقبل بعضهم على بعض ... الآية يقول تعالى ذكره : وأقبل بعض هؤلاء المؤمنين في الجنة على بعض يسأل بعضهم بعضاً وقد قيل إن ذلك يكون منهم عند البعث من قبورهم .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس في قوله وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال : إذا بعثوا في النفخة الثانية .





قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ


يقول تعالى ذكره : قال : بعضهم لبعض : أنا أيها القوم كنا في أهلنا في الدنيا مشفقين خائفين من عذاب الله وجلين أن يعذبنا ربنا اليوم



فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ


فمن الله علينا بفضله ووقانا عذاب السموم يعني : عذاب النار يعني فنجانا من النار وأدخلنا الجنة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال ك قال ابن زيد في قوله
عذاب السموم قال : عذاب النار





إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ


وقوله إنا كنا من قبل ندعوه يقول : إنا كنا في الدنيا من قبل يومنا هذا ندعوه نعبده مخلصاً له الدين لا نشرك به شيئاً إنه هو البر يعني : اللطيف بعباده .
كما حدثنا
علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله إنه هو البر يقول : اللطيف .
وقوله
الرحيم يقول : الرحيم بخلقه أن يعذبهم بعد توبتهم .
واختلفت القراء في قوله
إنه هو البر فقرأته عامة قراء المدينة أنه بفتح الألف بمعنى : أنا كنا من قبل ندعوه لأنه هو البر أو بانه هو البر وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة والبصرة بالكسر على الابتداء .
والصواب من القول في ذلك ، أنهما قراءتان معروفتان فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب .





فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ


يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فذكر يا محمد من أرسلت إليه من قومك وغيرهم وعظهم بنعم الله عندهم فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون يقول فلست بنعمة الله عليك بكاهن تتكهن ولا مجنون له رئي يخبر عنه قومه ما أخبره ولكنك رسول الله والله لا يخذلك ولكنه ينصرك .





أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ


وقوله أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون يقول جل ثناؤه : بل يقول المشركون يا محمد لك : هو شاعر نتربص به حوادث الدهر يكفيناه بموت او حادثة متلفة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت عباراتهم عنه فقال بعضهم فيه كالذي قلنا وقال بعضهم : هو الموت .
ذكر من قال : عني
ريب المنون : حوادث الدهر .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله ريب المنون قال : حوادث الدهر .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان قال : قال مجاهد ريب المنون حوادث الدهر .
ذكر من قال : عني به الموت .
حدثني
علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله ريب المنون يقول : الموت .
حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله نتربص به ريب المنون قال : يتربصون به الموت .
حدثنا
بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون قال : قال ذلك قائلون من الناس : تربصوا بمحمد صلى الله عليه وسلم الموت يكفيكموه كما كفاكم شاعر بني فلان وشاعر بني فلان .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة في قوله ريب المنون قال : هو الموت نتربص به الموت كما مات شاعر بني فلان وشاعر بني فلان .
وحدثني
سعيد بن يحيى الأموي قال : ثني أبي قال : ثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس أن قريشاً لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك من قبله من الشعراء زهير والنابغة إنما هو كأحدهم فأنزل الله في ذلك من قولهم أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون .
حدثني
يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله نتربص به ريب المنون الموت وقال الشاعر :
تربص بها ريب المنون لعلها سيهلك عنها بعلها أو تسرح
وقال آخرون : معنى ذلك : ريب الدنيا وقالوا : المنون : الموت .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا مهران عن أبي سنان ريب المنون قال : ريب الدنيا والمنون : الموت .





قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ


وقوله قل تربصوا يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يقولون لك : إنك شاعر نتربص بك ريب المنون تربصوا : أي انتظروا وتمهلوا في ريب المنون فإني معكم من المتربصين بكم حتى يأتي أمر الله فيكم .





أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ


يقول تعالى ذكره : أتأمر هؤلاء المشركين أحلامهم بأن يقولوا لمحمد صلى الله عليه وسلم :هو شاعر وأن ما جاء به شعر أم هم قوم طاغون يقول جل ثناؤه : ما تأمرهم بذلك أحلامهم وعقولهم بل هم قوم طاغون قد طغوا على ربهم فتجاوزوا ما أذن لهم وأمرهم به من الإيمان إلى الكفر به .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يونس قال : اخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله أم تأمرهم أحلامهم بهذا كانوا يعدون في الجاهلية أهل الأحلام فقال الله : أم تأمرهم أحلامهم بهذا أن يعبدون أصناماً بكماً صماً ويتركوت عبادة الله فلم تنفعهم أحلامهم حين كانت لدنياهم ولم تكن عقولهم في دينهم لم تنفعهم أحلامهم وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يتأول قوله أم تأمرهم أحلامهم بل تأمرهم .
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله
أم هم قوم طاغون أيضاً قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان عن عثمان بن الأسود عن مجاهد في قوله أم هم قوم طاغون قال : بل هم قوم طاغون .
حدثنا
ابن بشار قال: ثنا يحيى عن عثمان بن الأسود عن مجاهد أم هم قوم طاغون قال :بل هم قوم طاغون.





أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ


وقوله أم يقولون تقوله يقول تعالى ذكره : ام يوقل هؤلاء المشركون : تقول محمد هذا القرآن وتخلقه .
وقوله
بل لا يؤمنون يقول جل ثناؤه :كذبوا فيما قالوا من ذلك بل لا يؤمنون فيصدقوا بالحق الذي جاءهم من عند ربهم .





فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ


وقوله فليأتوا بحديث مثله يقول : جل ثناؤه : فيأت قائلو ذلك له من المشركين بقرآن مثله ، فإنهم من أهل لسان محمد صلى الله عليه وسلم ولن يتعذر عليهم أن يأتوا من ذلك بمثل الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم إن كانوا صادقين في أن محمداً صلى الله عليه وسلم تقوله وتخلقه .





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد
-
-
خالد


الجنسيه : مصرى
عدد المساهمات : 311
رقم العضويه : 2

تاريخ التسجيل : 08/07/2010

تفسير سورة الطور Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الطور   تفسير سورة الطور Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 3:28 am

أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ


يقول تعالى ذكره :أخلف هؤلاء المشركون من غير شيء أي من غير آباء ولا أمهات فهم كالجماد لا يعقلون ولا يفهمون لله حجة ولا يعتبرون له بعبرة ولا يتعظون بموعظة وقد قيل : إن معنى ذلك : أم خلقوا لغير شيء كقول القائل : فعلت كذا وكذا من غير شيء بمعنى : لغير شيء .







أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ


وقوله أم هم الخالقون يقول : أم هم الخالقون هذا الخلق فهم لذلك لا يأتمرون لأمر الله ولا ينتهون عما نهاهم عنه لأن للخالق الأمر والنهي أم خلقوا السماوات والأرض يقول : أخلقوا السماوات والأرض فيكونوا هم الخالقين وإنما معنى ذلك : لم يخلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون يقول : لم يتركوا أن ياتمروا لأمر ربهم وينتهوا إلى طاعته فيما أمر ونهى لأنهم خلقوا السماوات والأرض فكانوا بذلك أرباباً ولكنهم فعلوا لأنهم لا يوقنون بوعيد الله وما أعد لأهل الكفر به من العذاب في الآخرة .





أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ


يقول تعالى ذكره : أعند هؤلاء المكذبين بآيات الله خزائن ربك يا محمد فهم لاستغنائهم بذلك عن آيات ربهم معرضون ام هم المسيطرون .
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم : معناه أم هم المسلطون .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله أم هم المصيطرون يقول : المسلطون .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : أم هم المنزلون .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون قال: يقول أم هم المنزلون .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : أم هم الأرباب وممن قال ذلك معمر بن المثنى قال : يقال : سيطرت علي أي اتخذتني خولاً لك .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : معنى ذلك :أم هم الجبارون المتسلطون المستكبرون على الله وذلك أن المسيطر في كلام العرب الجبار المتسلط ومنه قول الله
لست عليهم بمصيطر ( الغاشية : 22 ) يقول : لست عليهم بجبار مسلط .





أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ


وقوله أم لهم سلم يستمعون فيه يقول : أم لهم سلم يرتقون فيه إلى السماء يستمعون عليه الوحي فيدعون أنهم سمعوا هنالك من الله أن الذي هم عليه حق فهم بذلك متمسكون بما هم عليه .
وقوله :
فليأت مستمعهم بسلطان مبين يقول : فإن كانوا يدعون ذلك فليأت من يزعم أنه استمع ذلك فسمعه بسلطان مبين يعني بحجة تبين أنه حق كما أتى محمد صلى الله عليه وسلم بها على حقيقة قوله وصدقه فيما جاءهم به من عند الله والسلم في كلام العرب : السبب والمرقاة ومنه قول ابن مقبل :
لا تحرز المرء أحجاء البلاد ولا تبني له في السماوات السلاليم
ومنه قوله : جعلت فلاناً سلماً لحاجتي :إذا جعلته سبباً لها .





أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ


يقول تعالى ذكره للمشركين به من قريش : ألربكم أيها القوم البنات ولكم البنون ؟ ذلك إذن قسمة ضيزى



أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ


أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : أتسأل هؤلاء المشركين الذين أرسلناك إليهم يا محمد على ما تدعوهم إليه من توحيد الله وطاعته ثواباً وعوضاً من أموالهم فهم من ثقل ما حملتهم من الغرم لا يقدرون على إجابتك إلى ما تدعوهم إليه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل :
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال :ثنا سعيد عن قتادة قوله
أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون يقول : هل سألت هؤلاء القوم أجراً بجهدهم فلا يستطيعون الإسلام .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله
أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون قال : يقول : أسألتهم على هذا أجراً فأثقلهم الذي يبتغي أخذه منهم .





أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ


وقوله أم عندهم الغيب فهم يكتبون يقول تعالى ذكره :ام عندهم علم الغيب فهم يكتبون ذلك للناس فينبئونهم بما شاءوا ويخبرونهم بما أرادوا .







أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ


يقول تعالى ذكره : بل يريد هؤلاء المشركون يا محمد بك وبدين الله كيداً فالذين كفروا هم المكيدون يقول : فهم المكيدون الممكور بهم دونك فثق بالله وامض لما أمرك به .





أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ


وقوله أم لهم إله غير الله يقول جل ثناؤه : ام لهم معبود يستحق عليهم البعادة غير الله فيجوز لهم عبادته يقول : ليس لهم إله غير الله الذي له العبادة من جميع خلقه سبحان الله عما يشركون يقول : تنزيهاً لله عن شركهم وعبادتهم معه غيره .





وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاء سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ


يقول تعالى ذكره : وإن ير هؤلاء المشركون قطعاً من السماء ساقطاً والكسف : جمع كسفة مثل التمر جمع تمرة والسدر جمع سدرة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله كسفاً يقول : قطعاً .
حدثنا
بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله وإن يروا كسفاً يقول : وإن يروا قطعاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم يقول جل ثناؤه : يقولوا لذلك الكسف من السماء الساقط : هذا سحاب مركوم يعني بقوله مركوم : بعضه على بعض .
وإنما عني بذلك جل ثناؤه المشركين من قريش الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات فقالوا له :
لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً ( الإسراء : 90 ) إلى قوله علينا كسفاً ( الإسراء 92 ) فقال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وإن ير هؤلاء المشركون ما سألوا من الآيات فعاينوا كسفاً من السماء ساقطاً لم ينتقلوا عما هم عليه من التكذيب ولقالوا : إنما هذا سحاب بعضه فوق بعض لأن الله قد حتم عليهم أنهم لا يؤمنون .
كما حدثنا
بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة يقولوا سحاب مركوم يقول : لا يصدقوا بحديث ولا يؤمنوا بآية .
حدثني
يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم قال : حين سألوا الكسف قالوا : أسقط علينا كسفاً من السماء إن كنت من الصادقين قال : يقول : لو انا فعلنا لقالوا : سحاب مركوم





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد
-
-
خالد


الجنسيه : مصرى
عدد المساهمات : 311
رقم العضويه : 2

تاريخ التسجيل : 08/07/2010

تفسير سورة الطور Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الطور   تفسير سورة الطور Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 3:29 am

فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ


وقوله فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فدع يا محمد هؤلاء المشركين حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يهلكون وذلك عند النفخة الأولى .
واختلفت القراء في قراءة قوله
فيه يصعقون فقرأته عامة قراء الأمصار سوى عاصم بفتح الياء من يصعقون وقرأه عاصم يصعقون بضم الياء والفتح أعجب القراءتين إلينا لأنه أفصح اللغتين وأشهرها وإن كانت الأخرى جائزة وذلك أن العرب تقول : صعق الرجل وصعق وسعد وسعد وقد بيناً معنى الصعق بشواهده وما قال فيه أهل التأويل فيما مضى بما أغنى عن إعادته .





يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ


يعني جل ثناؤه بقوله يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئاً يوم القيامة حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون ، ثم بين عن ذلك اليوم أي يوم هو فقال : يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئاً يعني : مكرهم أنه لا يدفع عنهم من عذاب الله شيئاً فاليوم الثاني ترجمة عن الأول .
وقوله
ولا هم ينصرون : ولا هم ينصرهم ناصر فيستقيد لهم ممن عذبهم وعاقبهم .





وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ


وقوله وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك اختلف أهل التأويل في العذاب الذي توعد الله به هؤلاء الظلمة من دون يوم الصعقة فقال بعضهم : هو عذاب القبر .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
إسماعيل بن موسى الفزاري قال : أخبرنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء عذابا دون ذلك قال : عذاب القبر .
حدثني
علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك يقول : عذاب القبر قبل عذاب يوم القيامة .
حدثنا
بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة أن ابن عباس كان يقول : إن عذاب القبر في كتاب الله وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر عن قتادة أن ابن عباس كان يقول : إن عذاب القبر في القرآن ثم تلا وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك .
وقال آخرون : عني بذلك الجوع .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله عذابا دون ذلك قال : الجوع .
وقال آخرون : عني بذلك : المصائب التي تصيبهم في الدنيا من ذهاب الأموال والأولاد .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك قال : دون الآخرة في هذه الدنيا ما يعذبهم به من ذهاب الأموال والأولاد قال : فهي للمؤمنين أجر وثواب عند الله عدا مصائبهم ومصائب هؤلاء عجلهم الله إياها في الدنيا وقرأ فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم التوبة 55 إلى آخر الآية .
والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أن للذين ظلموا أنفسهم بكفرهم به عذاباً دون يومهم الذي فيه يصعقون وذلك يوم القيامة فعذاب القبر دون يوم القيامة لأنه في البرزخ والجوع الذي أصاب كفار قريش والمصائب التي تصيبهم في أنفسهم وأموالهم وأولادهم دون يوم القيامة ولم يخصص الله نوعاً من ذلك أنه لهم دون يوم القيامة دون نوع عم فقال
وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك فكل ذلك لهم عذاب وذلك لهم دون يوم القيامة فتأويل الكلام : وإن للذين كفروا بالله عذاباً من الله دون يوم القيامة ولكن أكثرهم لا يعلمون بأنهم ذائقو ذلك العذاب .





وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ


يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم واصبر لحكم ربك يا محمد الذي حكم به عليك وامض لأمره ونهيه وبلغ رسالاته فإنك بأعيننا يقول جل ثناؤه : فإنك بمرأى منا نراك ونرى عملك ونحن نحوطك ونحفظك فلا يصل إليك من أرادك بسوء من المشركين .
وقوله :
وسبح بحمد ربك اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم : معنى ذلك : إذا قمت من نومك فقل : سبحان الله وبحمده .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا أبو أحمد قال : ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص في قوله وسبح بحمد ربك حين تقوم قال : من كل منامة يقول حين يريد أن يقوم : سبحانك وبحمدك .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عوف بن مالك وسبح بحمد ربك قال : سبحان الله وبحمده .
حدثني
يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله وسبح بحمد ربك حين تقوم قال : إذا قام لصلاة من ليل أو نهار وقرأ يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة المائدة: 6 قال : من نوم ذكره عن أبيه .
وقال بعضهم : بل معنى ذلك : إذا قمت إلى الصلاة المفروضة فقل : سبحانك اللهم وبحمدك .
ذكر من قال ذلك:
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا ابن المبارك عن جويبر عن الضحاك : وسبح بحمد ربك حين تقوم قال إذا قام إلى الصلاة قال : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك ولا اله غيرك .
وحدثت عن
الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله وسبح بحمد ربك حين تقوم إلى الصلاة المفروضة .
وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : معنى ذلك وصل بحمد ربك حين تقوم من منامك وذلك نوم القائلة وإنما عني صلاة الظهر .
وإنما قلت : هذا القول أولى القولين بالصواب لأن الجميع مجمعون على انه غير واجب أن يقال في الصلاة : سبحانك وبحمدك وما روي عن
الضحاك عند القيام إلى الصلاة ، فلو كان القول كما قاله الضحاك لكان فرضاً أن يقال لأن قوله وسبح بحمد ربك أمر من الله تعالى بالتسبيح وفي إجماع الجميع على أن ذلك غير واجب الدليل الواضح على أن القول في ذلك غير الذي قاله الضحاك .
فإن قال قائل : ولعله أريد به الندب والإرشاد ، قيل : لا دلالة في الآية على ذلك ، ولم تقم حجة أن ذلك معني به ما قاله الضحاك ، فيجعل إجماع الجميع على أن التسبيح عند القيام إلى الصلاة مما خير المسلمون فيه دليلاً لنا أنه أريد به الندب والإرشاد .
وإنما قلنا : عني به القيام من نوم القائلة لأنه لا صلاة تجب فرضاً بعد وقت من أوقات نوم الناس المعروف إلا بعد نوم الليل وذلك صلاة الفجر أو بعد نوم القائلة وذلك صلاة الظهر فلما أمر بعد قوله
وسبح بحمد ربك حين تقوم بالتسبيح بعد إدبار النجوم وذلك ركعتا الفجر بعد قيام الناس من نومها ليلاً علم أن الأمر بالتسبيح بعد القيام من النوم هو أمر بالصلاة التي تجب بعد قيام من نوم القائلة على ما ذكرنا دون القيام من نوم الليل .





وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ


وقوله : ومن الليل فسبحه يقول : ومن الليل فعظم ربك يا محمد بالصلاة والعبادة وذلك صلاة المغرب .
وكان
ابن زيد يقول في ذلك ما :
حدثني به
يونس أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ومن الليل فسبحه قال: ومن الليل صلاة العشاء وإدبار النجوم يعني حين تدبر النجوم للأفول عند إقبال النهار .
وقيل : عني بذلك ركعتا الفجر .
ذكر بعض من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد قال :ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله فسبحه وإدبار النجوم قال : هما السجدتان قبل صلاة الغداة .
حدثنا
بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم كنا نحدث أنهما الركعتان عند طلوع الفجر قال : وذكر لنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول : لهما أحب ألي من حمر النعم .
حدثنا
بشر قال : ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعيد بن هشام عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ركعتي الفجر هما خير من الدنيا جميعاً .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة وإدبار النجوم قال: ركعتان قبل صلاة الصبح .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا ابن أبي عدي و حماد بن مسعدة قالا : ثنا حميد عن الحسن عن علي في قوله وإدبار النجوم قال الركعتان قيل صلاة الصبح .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا جرير عن عطاء قال : قال علي رضي الله عنه وإدبار النجوم الركعتان قبل الفجر .
وقال آخرون : عني بالتسبيح
إدبار النجوم صلاة الصبح الفريضة .
ذكر من قال ذلك :
حدثت عن
الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله وإدبار النجوم قال: صلاة الغداة .
حدثني
يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله وإدبار النجوم قال: صلاة الصبح .
وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال : عني بها : الصلاة المكتوبة صلاة الفجر وذلك أن الله أمر فقال :
ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم والركعتان قبل الفريضة غير واجبتين ولم تقم حجة يجب التسليم لها أن قوله فسبحه على الندب وقد دللنا في غير موضع من كتابنا على أن أمر الله على الفرض حتى تقوم حجة بأنه مراد به الندب أو غير الفرض بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة الطور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة الفلق
» تفسير سورة الحاقة
» تفسير سورة التغابن
» تفسير سورة الجمعة
» تفسير سورة المسد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كن مع الله :: تفسير القران :: تفسير الطبري-
انتقل الى: