إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَيقول تعالى ذكره إنا أعطيناك يا محمد الكوثر .
واختلف أهل التأويل في معنى الكوثر ، فقال بعضهم : هو نهر في الجنة أعطاه الله محمداً صلى الله عليه وسلم .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا عطاء بن السائب ، عن محارب بن دثار ، عن ابن عمر ، أنه قال : ( الكوثر نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب وفضة من ذهب وفضة ، يجري علىالدر والياقوت ، ماؤه أشد من اللبن ، وأحلى من العسل .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن عطاء ، عن محارب بن دثار الباهلي ، عن ابن عمر ، في قوله إنا أعطيناك الكوثر قال : ( نهر في الجنة حافتاه الذهب ، ومجراه على الدر والياقوت ، وماؤه أشد بياضاً من الثلج ، وأشد حلاوة من العسل ، وتربته أطيب من ريح المسك ) .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عمر بن عبيد ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قل : الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب وفضة يجري على الياقوت والدر ، ماؤه أبيض من الثلج ، وأحلى من العسل .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب القمي ، عن حفص بن حميد ، عن شمر بن عطية ، عن شقيق أو مسروق ، قال : ( قلت لعائشة : يا أم المؤمنين ، وما بطنان الجنة ؟ قالت : وسط الجنة ، حافتاه قصور اللؤلؤ والياقوت ، ترابه المسك ، وحصباؤه اللؤلؤ والياقوت ) .
حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي قال : ثنا أبو النضر وشبابة ، قالا : ثنا أبو جعفر الرازي ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن رجل ، عن عائشة قالت : ( الكوثر نهر في الجنة ليس أحد يدخل أصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير ذلك النهر ) .
حدثنا أبو كريب ، قال : وكيع ، عن أبي جعفر ، وحدثنا ابن أبي سريج ، قال : ثنا أبونعيم ، قال : اخبرنا أبو جعفر الرازي ، عن ابن أبي نجيح ، عن أنس ، قال : الكوثر نهر في الجنة .
قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عائشة قلت : ( الكوثر نهر في الجنة در مجوف ) .
حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحق ، عن أبي عبيدة ، عن عائشة ( الكوثر نهر في الجنة ، عليه من الآنية عدد نجوم السماء ) .
قال : ثنا وكيع ، عن أبي نجيح ، عن عائشة قالت : ( من أحب أن يسمع خرير الكوثر ، فليجعل أصبعيه في أذنيه ) .
حدثنا ابن حميد ،قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عائشة، قالت : ( نهر في الجنة ، شاطئاه الدر المجوف )
قال : ثنا مهران ، عن أبي معاذ عيسى بن يزيد ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ،عن عائشة قالت : ( الكوثر نهر في بطنان الجنة وسط الجنة ، فيه نهر شاطئاه در مجوف ، فيه من الآنية لأهل الجنة مثل عدد نجوم السماء )
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس إنا أعطيناك الكوثر قال : نهر أعطاه الله محمداً صلى الله عليه وسلم في الجنة .
حدثنا أحمد بن أبي سريج ، قال : ثنا مسعدة ، عن عبد الوهاب ، عن مجاهد ، قال : ( الكوثر نهر في الجنة ، ترابه مسك أذفر ، وماؤه الخمر ) .
حدثنا ابن أبي سريج ، قال : ثنا عبد الله ، قال : أخبرنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، في قوله إنا أعطيناك الكوثر قال : نهر في الجنة .
حدثنا الربيع ، قال : أخبرنا ابن وهب ، عن سليمان بن بلال ، عن شريك بن أبي نمر ، قال : سمعت أنس بن مالك يحدثنا ، قال : لما اسري برسول الله صلى الله عليه وسلم مضى به جبريل في السماء الدنيا ، فإذا هو بنهر ، عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد ، فذهب يشم ترابه ، فإذا هو مسك ، فقال : يا جبريل ما هذا النهر ؟ قال : هو الكوثر الذي خبأ لك ربك .
وقال آخرون : عني بالكوثر : الخير الكثير .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب ، قال : ثني هشيم ، قال : أخبرنا أبو بشر و عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال في الكوثر : ( هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه ) .
قال أبو بشر : فقلت لسعيد بن جبير : فإن ناساً يزعمون أنه نهر في الجنة ، قال :فقال سعيد : النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن عطاء بن السائب ، قال : قال محارب بن دثار : ما قال سعيد بن جبير في الكوثر ؟ قال : قلت : قال : قال ابن عباس : هو الخير الكثير ، فقال : صدق والله .
حدثنا ابن بشر ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : الكوثر : الخير الكثير .
حدثنا ابن بشر ، قال ثنا محمد بن جعفر ، قال :ثنا شعبة ، عن أبي بشر ، قال : سألت سعيد بن جبير ، عن الكوثر ، فقال : هو الخير الكثير الذي آتاه الله ، فقلت لسعيد : إنا كنا نسمع أنه نهر في الجنة ، فقال : هو الخير الذي أعطاه الله إياه .
حثدنا ابن المثنى ، قال :ثني عبد الصمد ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير إنا أعطيناك الكوثر قال : الخير الكثير .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد ، قال :ثنا شعبة ، عن عمارة بن أبي حفصة ، عن عكرمة ، قال : هو النبوة ، والخير الذي أعطاه الله إياه .
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا حرمي بن عمارة ، قال : ثنا شعبة ، قال : أخبرني عمارة ، عن عكرمة في قول الله إنا أعطيناك الكوثر قال : الخير الكثير ، والقرآن والحكمة .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا عمارة بن أبي حفصة ، عن عكرمة أنه قال الكوثر : الخير الكثير .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : إنا أعطيناك الكوثر قال : الخير الكثير .
قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن هلال ، قال : سألت سعيد بن جبير إنا أعطيناك الكوثر قال : أكثر الله له من الخير ، قلت : نهر في الجنة :؟ قال : نهر وغيره .
حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال ثنا أبو عاصم ، عن عيسى بن ميمون ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ،قال : الكوثر : الخير الكثير .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال :ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال :ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن ابي نجيح ، عن مجاهد ، قال : الكوثر : الخير الكثير .
حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال :ثنا ورقاء ، عن مجاهد : الكوثر ، قال : الخير كله .
حدثني ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله تعالى : قال : خير الدنيا والآخرة .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة في الكوثر ، قال : هو الخير الكثير .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير قال : الكوثر : الخير الكثير .
قال : ثنا وكيع ، عن بدر بن عثمان ، سمع عكرمة يقول في الكوثر ، قال : ما أعطي النبي صلى الله عليه وسلم من الخير والنبوة والقرآن .
حدثنا أحمد بن ابي سريج الرازي ، قال : ثنا أبو داود ، عن بدر ، عن عكرمة ، قوله : إنا أعطيناك الكوثر قال : الخير الذي أعطاه الله : النبوة والإسلام .
وقال آخرون : هو حوض أعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن مطر ، عن عطاء إنا أعطيناك الكوثر قال حوض في الجنة أعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
حدثنا أحمد بن أبي سريج ، قال :ثنا أبو نعيم ، قال : ثنا مطر ، قال : سألت عطاء ونحن نطوف بالبيت عن قوله : إنا أعطيناك الكوثر قال : حوض أعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأولى هذه الأقوال بالصواب عندي ، قول من قال : هو اسم النهر الذي أعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في لاجنة ، وصفه الله بالكثيرة ، لعظم قدره .
وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك لتتابع الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ذلك كذلك .
ذكر الأخبار الواردة بذلك :
حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ، قال :ثنا المعتمر ، قال : سمعت أبي يحدث عن قتادة ، عن أنس قال : لما عرج بنبي الله صلى الله عليه وسلم في الجنة أو كما قال عرض له نهر حافتاه الياقوت المجوف أو قال : المجوب فضرب الملك الذي معه بيده فيه ، فاستخرج مسكاً ، فقال محمد للملك الذي معه : ما هذا ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك الله ، قال : ورفت له سدرة المنتهى ، فأبصر عندها أثرأً عظيماً ، أو كما قال .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال :ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : بينما أنا أسير في الجنة ، إذ عرض لي نهر ، حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، فقال الملك الذي معه : أتدري ما هذا ؟ هذا الكوثر الذي أعكاك الله إياه ، وضرب بيده إلى أرضه ، فأخرج من طينه المسك .
حدثني ابن عوف ، قال :ثنا آدم ، قال : ثنا شيبان ، عن قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما عرج بي إلى السماء أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف قلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ، فأهوى الملك بيده ، فاستخرج طينه مسكاً أذفر .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة ، فإذا أنا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ ، فضربت بيدي إلى ما يجري فيه ، فإذا مسك أذفر ، قال : قلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاكه الله .
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا عبد الصمد ، قال : ثنا همام ، قال : ثنا قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر نحو حديث يزيد ، عن سعيد .
حدثنا بشر ، قال :ثنا أحمد بن أبي سريج ، قال : ثنا أبو أيوب العباس ، قال : ثنا إبراهيم بن سعد ، قال : ثنا محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي ابن شهاب عن أبيه ، عن أنس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكوثر ، فقال : هو نهر أعطانيه الله في الجنة ، ترابه مسك أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، ترده طير أعناقها مثل أعناق الجزر ، قال أبو بكر : يا رسول الله ، إنها لناعمة ؟ قال : آكلها أنعم منها .
حدثنا الخلاد بن أسلم ، قال : أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة بن أبي وقاص الليثي ، عن كثير ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة حين عرج بي ، فاعطيت الكوثر ، فإذا نهر في الجنة ، عضادتاه بيوت مجوفة من لؤلؤ .
حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : ثنا أبي و شعيب بن الليث ، عن الليث عن يزيد بن الهاد ، عن عبد الله بن مسلم بن شهاب ، عن أنس : أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، ما الكوثر :؟ نهر أعطانيه الله في الجنة ، لهو أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، فيه طيور أعناقها كأعناق الجزر ، قال عمر يا رسول الله إنها لناعمة ؟ قال : آكلها أنعم منها .
حدثنا يونس ، قال : ثنا يحيى بن عبد الله ، قال : ثني الليث عن ابن الهاد ، عن عبد الوهاب ، عن عبد الله بن مسلم بن شهاب ، عن أنس ، أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر مثله .
حدثنا عمر بن عثمان بن عبد الرحمن الزهري ، أن أخاه عبد الله ، أخبره أن أنس بن مالك صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أخبره : أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما الكوثر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو نهر أعطانيه الله في الجنة ، ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى منم العسل ، فيه طيور أعناقها كأعناق الجزر ، فقال عمر : إنها لناعمة يا رسول الله ؟ فقال : آكلها أنعم منها .
قال عمر بن عثمان ، قال ابن أبي أويس ، وحدثني أبي ، عن ابن أخي الزهري ، عن أبيه ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكوثر ، مثله .
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا ابن فضيل قال : ثنا عطاء ، عن محارب بن دثار ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكوثر نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب . ومجراه على الياقوت والدر ، تربته أطيب من المسك ، ماؤه أحلى من العسل ، وأشد بياضاً من الثلج .
حدثنا يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : أخبرنا عطاء بن السائب ، قال : قال لي محارب بن دثار : ما قال سعيد بن جبير في الكوثر ؟ قلت : حدثنا عن ابن عباس ، أنه قال : هو الخير الكثير ، فقال : صدق والله ، إنه للخير الكثير ، ولكن حدثنا ابن عمر ، قال : لما نزلت : إنا أعطيناك الكوثر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكوثر نهرر في الجنة ، حافتاه من ذهب ، يجري على الدر والياقوت .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الكوثر نهر في الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم : رأيت نهراً حافتاه اللؤلؤ ، فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاكه الله .
حدثنا ابن البرقي ، قال :ثنا ابن أبي مريم ، قال : ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير ، قال : أخبرنا حزام بن عثمان ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن أسامة بن زيد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى حمزة بن عبد المطلب يوماً ، فلم يجده ، فسأل امرأته عنه ، وكانت من بني النجار ، ، فقالت : خرج بأبي أنت آنفاً عامداً نحوك ، فأظنه أخطأك في بعض أزقة بني النجار ، أولا تدخل يا رسول الله ؟ فدخل ، فقدت إليه حيساً فأكل منه ، فقالت : يا رسول الله ، هنيئاً لك ومريئاً لقد جئت وإني لأريد أن آتيك فأهنيك وأريك ، أخبرني أبو عمارة أنك أعطيت نهراً في الجنة يدعى الكوثر ، فقال : أجل ، وعرضه ( يعني أرضه) ياقوت ورجن وزبرجد ولؤلؤ .
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْوقوله : فصل لربك وانحر اختلف أهل التأويل في الصلاة التي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصليها بهذا الخطاب ، ومعنى قوله وانحر فقال بعضهم : حضه على المواضبة على الصلاة المكتوبة ، وعلى الحفظ عليها في أوقاتها بقوله فصل لربك وانحر .
ذكر من قال ذلك :
حدثني عبد الرحمن بن الأسود الطفاوي ، قال : ثنا محمد ربيعة ، قال : ثني يزيد ، ابن بي زياد بن أبي الجعد ، عن عاصم الجحدري ، عن عقبة بن ظهير ، عن علي رضي الله عنه في قوله فصل لربك وانحر قال : وضع اليمين على الشمال في الصلاة .
حدثنا ابن بشار ، قال :ثنا عبد الرحمن ، قال :ثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم ابن ظبيان ، عن أبيه ، عن علي رضي الله عنه فصل لربك وانحر قال : وضع اليد على اليد في الصلاة .
حدثنا ابن حميد قال ثنا مهران عن حماد بن سلمة عن عاصم الجحدري عن عقبة بن ظهير عن أبيه عن علي رضي الله عنه فصل لربك وانحر قال : وضع يده اليمنى على و سط ساعده اليسرى ، ثم وضعهما على صدره .
قال : ثنا مهران ، عن حماد بن سلمة ، عن عاصم الأحول ، عن الشعبي ، مثله .
حدثنا أبو كريب ، قل :ثنا وكيع ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عاصم الجحدري ، عن عقبة بن ظهير ، عن علي رضي الله عنه : فصل لربك وانحر قال : وضع اليمين على الشمال في الصلاة .
حدثنا ابن بشر ، قال :ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عوف ، عن أبي القموص ، في قوله : فصل لربك وانحر قال : وضع اليد على اليد في الصلاة .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا أبو صالح الخرساني ، قال : ثنا حماد ، عن عاصم الجحدري ، عن أبيه ، عن عقبة بن ظبيان ، أن علي أبي طالب رضي لاله عنه قال في قوله الله : فصل لربك وانحر قال : وضع يده اليمنى على وسط ساعده الأيسر ، ثم وضعهما على صدره .
وقال آخرون : بل عني بقوله فصل لربك : الصلاة المكتوبة ، وبقوله وانحر أن يرفع يديه إلى النحر ، عند افتتاح الصلاة والدخول فيها .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسرئيل ، عن جابر ، عن أبي جعفر فصل لربك وانحر الصلاة ، واتنحر برفع يديه أول ما يكبر في الافتتاح .
وقال آخرون : عني بقوله فصل لربك المكتوبة ، وانحر :نحر البدن .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد قال : ثنا حكام بن سلم و هارون بن المغيرة ، عن عنبسة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد فصل لربك وانحر قال : الصلاة المكتوبة ، ونحر البدن .
حدثني يعقوب قال : ثنا هشيم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير و حجاج أنهما قالا في قوله فصل لربك وانحر قال : صلاة الغداة بجمع ونحر البدن بمنى .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، عن قطر ، عن عطاء : فصل لربك وانحر قال : صلاة الفجر ، وانحر البدن .
حدثني محمد بن سعد ، قال :ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس فصل لربك وانحر قال : الصلاة المكتوبة ، والنحر : النسك والذبح يوم الأضحى .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن الحكم ، في قوله : فصل لربك وانحر : قال : صلاة الفجر .
وقال آخرون : بل عني بذلك : صل يوم النحر صلاة العيد ، وانحر نسكك .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا هارون بن المغيرة ، عن عنبسة ، عن جابر ، عن أنس بن مالك ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ينحر قبل أن يصلي ، فأمر أن يصلي ثم ينحر .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن ثابت بن أبي صفية ، عن أبي جعفر فصل لربك قال : الصلاة ، قال عكرمة : الصلاة ونحر النسك .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا حكام ، عن أبي جعفر عن الربيع فصل لربك وانحر قال : إذا صليت يوم الأضحى فانحر .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا قطر ، قال : سألت عطاء ، عن قوله فصل لربك وانحر قل : تصلي وتنحر .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عوف ، عن الحسن فصل لربك وانحر قال : اذبح .
قال : ثنا عبد الرحمن ، قال :ثنا أبان بن خالد ، قال : سمعت الحسن يقول فصل لربك وانحر قال : الذبح .
حدثنا بشر ، قال :ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة فصل لربك وانحر قال : نحر البدن ، والصلاة يوم النحر .
حدثنا ابن أبي الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر عن قتادة فصل لربك وانحر قال : صلاة الأضحى ، والنحر : نحر البدن .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد فصل لربك وانحر قال : مناحر البدن بمنى .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن سفيان ، عن جابر ، عن عكرمة فصل لربك وانحر قال : نحر النسك .
حدثني علي ، قال :ثنا أبو صالح ، قال :ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله فصل لربك وانحر قول : اذبح يوم النحر .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : فصل لربك وانحر قال نحر البدن .
وقال آخرون : قيل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم لأن قوماً كانوا يصلون لغير الله وينحرون لغيره ، فقيل له : اجعل صلاتك ونحرك لله ، إذا كان من يكفر بالله يجعله لغيره .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثني أبو صخر ، عن محمد بن كعب القرظي ، أنه كان يقول في هذه الآية : فصل لربك وانحر يقول : إن ناساً كانوا يصلون لغير الله ، وينحرون لغير الله ، فإذا أعطيناك الكوثر يا محمد ، فلا تكن صلاتك ونحرك إلا لي .
وقال آخرون : بل أنزلت هذه الآية يوم الحديبية ، حين حصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وصدوا عن البيت فأره الله أن يصلي ، وينحر البدن ، وينصرف ، ففعل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني أبو صخر ، قال : ثني أبو معاوية البجلي ، عن سعيد بن جبير أنه قال : كانت هذه الآية ، يعني قوله فصل لربك وانحر يوم الحديبية ، أتاه جبريل عليه السلام ، فقال : انحر وارجع ، فقا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخطب خطبة الفطر والنحر ، ثم ركع ركعتين ، ثم أنصرف إلى البدن فنحرها ، فذلك حين يقول فصل لربك وانحر
وقال آخرون : بل معنى ذلك : فصل وادع ربك وسله .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن سفيان عن سنان ، عن ثابت ، عن الضحاك فصل لربك وانحر قال : صل لربك وسل .
وكان بعض أهل العربية يتأول قوله : وانحر واستقبل القبلة بنحرك . وذكر أنه سمع بعض العرب يقول : منازلهم تتناحر ، أي هذا بنحر هذا ، أي قبالته . وذكر أن بعض بني أسد أنشده :
أبا حك هل أنت عم جالد وسيد أهل الأبطح المتناحر .
أي بنحر بعضه بعضاً .
وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب ، قول من قال : معنى ذلك : فاجعل صلاتك كلها لربك خالصاً دون ما سواه من الأنداد والآلة ، وكذلك نحرك اجعله له دون الأوثان ، شكرااً له على ما أعطاك من الكرامة والخير الذي لا كفء له ، وخصك به ، من إعطائه إياك الكوثر .
وإنما قلت ذلك أولى الأقوال بالصواب في ذلك ، لأن الله جل ثناؤه أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بما أكرمه به من عطيته وكرامته ، وإنعاه عليه بالكوثر ، ثم أتبع ذلك قوله : فصل لربك وانحر ، فكان معلوماً بذلك أنه خصه بالصلاة له ، والنحر على الشكر له ، على ما أعلمه من النعمة التي أنعمها عليه ، بإعطائه إياه الكوثر ، فلم يكن لخصوص بعض الصلاة بذلك دون بعض ، وبعض النحر دون بعض ، وجه ، إذ كان حثاً على الشكر على النعم .
فتأويل الكلام إذن : إنا أعطيناك يا محمد الكوثر ، إنعاماً منا عليك به ، وتكرمة منا لك ، فأخلص لربك العبادة ، وأفرد له صلاتك ونسك ، خلافاً لما يفعله من كفر به ، وعبد غيره ، ونحر للأوثان .
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُوقوله : إن شانئك هو الأبتر يعني بقوله جل ثناؤه : إن شانئك إن مبغضك يا محمد وعدوك هو الأبتر يعني بالأبتر : الأقل ألأذل المنقطع دابره ، الذي لا عقب له .
واختلف أهل التأويل في المعنى بذلك ، فقال بعضهم ، عني به العاص بن وائل السهمي .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية عن علي ، عن ابن عباس ، قوله ( إن شائنك هو الأبتر ) يقول : عدوك .
حدثني محمد بن سعد ، قل : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قل : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله( إن شائنك هو الأبتر ) قال : هو العاص بن وائل .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قل : ثنا سفيان ، عن هلال بن خباب ، قال : سمعت سعيد بن جبير يقول : إن شانئك هو الأبتر قال : هو العاص بن وائل .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن هلال ، قال : سألت سعيد بن جبير ، عن قوله ( إن شائنك هو الأبتر ) قال : عدوك العاص بن وائل انبتر من قومه .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله إن شانئك هو الأبتر قال العاص بن وائل قال : أنا شانئ محمد ، ومن شنأه الناس فهو الأبتر .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة إن شانئك هو الأبتر قل : هو العاص بن وائل ، قال : أنا شانئ محمداً ، وهو أبتر ، ليس له عقب ، قال الله إن شانئك هو الأبتر قال قتادة : الأبتر : الحقير الدقيق الذليل .
حدثنا بشر ،قال :ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة إن شانئك هو الأبتر هذا العاص بن وائل بلغنا أنه قال : أنا شانئ محمد .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله إن شانئك هو الأبتر قال : الرجل يقول : إنما محمد أبتر ، ، ليس له كما ترون عقب ، قال الله : إن شانئك هو الأبتر .
وقال آخرون : بل عني بذلك : عقبة بن أبي معيط .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب القمي ، عن حفص بن حميد ، عن شمر بن عطية ، قال : كان عقبة بن أبي معيط يقول : إنه لا يبقى للنبي صلى الله عليه وسلم ولد ، وهو ، فأنزل الله فيه هؤلاء الآيات : إن شانئك عقبة بن أبي معيط هو الأبتر .
وقال آخرون : بل عني بذلك جماعة من قريش .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا ، قل : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا داود ، عن عكرمة ، في هذه الآية : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا [ النساء : 51] قال : نزلت في كعب بن الأشرف ، أتى مكة فقال له أهلها : نحن خير أم هذه الصنبور المنبتر من قومه ، ونحن أهل الحجيج ، وعندنا منحر البدن ؟ قال : انتم خير . فأنزل الله فيه هذه الآية ، وأنزل في الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا : إن شانئك هو الأبتر .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن بدر بن عثمان ، عن عكرمة إن شانئك هو الأبتر قال : لما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت قريش : بتر محمد منا ، فنزلت إن شانئك هو الأبتر قال : الذي راك بالبتر هو الأبتر .
حدثنا ابن بشار ، قال :ثنا ابن أبي عدي ، قال : انبأنا داود بن أبي هند ، عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما قدم كعب بن الأشرف مكة أتوه ، فقالوا له : نحن أهل السقاية والسدانة ، وأنت سيد أهل الدينة ، فنحن خيبر أم هذا الصنبور المنبتر من قومه ، يزعم أنه خير منا ؟ قال :بل أنتم خبر منه ، فنزلت عليه : إن شانئك هو الأبتر قال : وأنزلت عليه : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب [ النساء : 44] إلى قوله نصيرا [ النساء : 45] .
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب ، أن يقال :إن الله تعالى ذكره أخبره أن مبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأقل الأذل ، المنقطع عقبه ، فذلك صفة كل من أبغضه من الناس ، وإن كانت الآية نزلت في شخص بعينه .